للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولولا أن عمر بن عبد العزيز قاله ما قلته، وما قاله عمر فخراً، ولا رياء، وما قاله إلا ليقتدى به. وشاوره مصعب بن عمران القاضي عند موت صعصعة بن سلام، وأدب بقرطبة قبل رحلته، وكان إمام الناس بها في القراءة. قال أبو عمر القمرىء: وكان جيداً فاضلاً عالماً أديباَ ثقة مأموناً. قال أحمد بن عبد البر: كان عاقلاً نبيلاً يروي حديثاً كثيراً ويتفقه في المسائل، رأساً في علم القرآن، متهجداً بالقرآن كثير الصلاة بالليل، وتوفي فيها قبل سنة تسع وتسعين ومائة. وروي عنه أنه كان يقول: ما من يوم يأتي إلا ويقول: أنا خلق جديد، وعلى ما يفعل بي شهيد، احذرني قبل ان أبيد، فإذا أمسى ذلك اليوم خر لله ساجداً، وقال الحمد لله الذي لم يجعلني لليوم العقيم. وكان للغازي بن قيس ابنان عبد الله، وكان من أهل العلم بالعربية والتأدية لقراءة نافع، سمع من أبيه، وروى عنه ثابت وابنه قاسم. توفي سنة ثلاثين ومائتين، ومحمد أبو عبد الله، صاحب عربية ولغة، ورحل ولقي الرياشي وأبا حاتم ومات بطنجة في انصرافه وقال لما حضرته الوفاة:

الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله ... ماذا عن الموت من ساه ومن لاه

ماذا يرى المرء والعينان من عجب ... عند الخروج من الدنيا إلى الله

<<  <  ج: ص:  >  >>