للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال بعض أصحابه: دخلت عليه وبين يديه ابنته طفلة، وعليها ثياب مصبوغة. قال: فقال لي: ما أحببت شيئًا حبى لها، وإني لأحب لو قدمتها لربي؛

فانصرفت عنه، ثم رجعت إليه فأصبت الناس مجتمعين على بابه، فسألت، فقيل لي، ماتت ابنته؛

فدخلت إليه وعزيته، فلما وليت لحقنى وقال لي: بالله لا تذكر ما كان منى، يعنى أمنيته، يعنى ما دمت حيًا.

* * *

قال زكرياء بن الحكم: قلت للبهلول: يا أبا عمرو! هذه القراءة التي تقرأ عنك، أشيء رويته عن السلف أم شيء رأيته؟

فقال: ما أخذته عن أحد، إلا أنى كنت عند معلمى أخيط، فأمر على مسافر بن سليمان الواعظ بالجامع، والقراء يقرأون عليه، فأقف عليه، واستحلى ذلك، ثم حاسبت نفسى وقلت: أنا مستأجر. فصرت أخذ من معلمى طريحة معلومة، فإذا فرغت منها مضيت إلى مجلسه، فانتفعت به، وبقيت حلاوة ذلك في قلبي ومنفعتها إلى الآن، ثم قال: وهؤلاء القراء إن أتوني سمعت منهم وإن غابوا لم أرسل فيهم.

* * *

وذكر رجل لبهلول أنه رأى الشمس والقمر دخلا جوفه، فأفتاه بهلول بأنه يموت، وتلى: " ﴿وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (٩) يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ﴾ " (١٥٢).


(١٥٢) الآيتان ٩ - ١٠ من سورة القيامة.