للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فألح عليه ابن غانم وشدد عليه، فلما رأى ذلك ابن فروخ، خرج إلى مصر هربًا من ذلك وورعًا، فمات بها.

***

وكان أكره الناس في القضاء، وكان يقول: قلت لأبي حنيفة: ما منعك أن تلى القضاء؟

فقال لي: يا ابن فروخ، القضاة ثلاثة، رجل يحسن العوم فأخذ البحر طولا فما عساه يعوم، يوشك أن يكل فيغرق، ورجل لا بأس بعومه عام يسيرًا فغرق، ورجل لا يحسن العوم ألقى بنفسه على الماء فغرق من ساعته.

***

قال سحنون: اختلف ابن غانم وابن فروخ في الرجل يوليه أمير غير عدل القضاء، فأجاز ابن غانم له أن يلى، وأباه ابن فروخ، وكتبا بذلك إلى مالك؛

فلما قرأ مالك الكتاب، قال للرسول: ولى ابن غانم؟

قال: نعم.

قال مالك: إنا لله وإنا إليه راجعون، فألا هرب؟ فألا فر حتى تقطع يده؟. أصاب الفارسي وأخطأ الذي يزعم أنه عربي.

***

وسأله يزيد بن حاتم الأمير عن دم البراغيث في الثوب هل تجوز الصلاة به؟

فقال له: ما أرى به بأسًا.

ثم قال بمحضر رسوله: يسألوننا عن دم البراغيث، ولا يسألوننا عن دماء المسلمين التي تسفك!

***