وقرأت في كتاب القضاة لابن حارث: سعيد بن عبد الرحمان بن أبى هند الأصبحي، [ولي قضاء طليطلة؛
قال: وذكر لي أن أبا عبد الرحمان بن أبي هند كان من العلماء، وكانت له رحلة لقى فيها مالكا، وأنه بعد انصرافه ولي قضاء طليطلة؛
قال غيره: عبد الرحمان بن أبي هند، أبو هند الأصبحي] (١٨٦) الطليطلي، روى عن مالك الموطأ.
وقال القاضي أبو الوليد بن الفرضي ومحمد بن حارث: لا أدرى أهما اثنان أو واحد، فقد قيل إن ابن أبي هند مات في أيام هشام بن عبد الرحمان، والله تعالى أعلم.
***
قال أحمد بن سعيد: كان ابن أبي هند - ولم يسمه - فاضلا نبيلا عاقلا، له سمت وهسة.
قال ابن وضاح: كان ابن أبي هند هذا شريفا، وكان مالك يسأل عنه، يقول: ما فعل الحكيم الذي عندكم بالأندلس؟ لكلمة سمعها منه، وهي أن قال مالك يوما: ما أحسن السكوت وأزينه بأهله، فقال ابن أبي هند: وكل من شاء سكت يا أبا عبد الله؟ فأعجبت مالكا كلمته.
وقيل: بل قال له إنما يزين الصمت ما بعده.
***
وعرض به رجل عند الأمير عبد الرحمان بالرياء، فقال سعيد: أصلح
(١٨٦) سقط من نسخة م من قوله "ولي قضاء طليطلة" إلى قوله بعد هذا: "قال غيره: عبد الرحمان بن أبي هند، أبو هند، الأصبحي".