للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بمكة من عمه، ومسلم بن خالد الزنجى (٢٦٢)، وغيرهم من المكيين.

***

قال: ثم خرجت من مكة فلزمت هذيلا أتعلم كلامها، وكانت أفصح العرب، فبقيت فيهم سبعة عشر سنة، راحلا برحلتهم، ونازلا بنزولهم، فلما رجعت الى مكة، جعلت أنشد الأشعار، وأذكر الأدب والأخبار وأيام العرب، فمر بي رجل من الزبيريين فقال لى: يا أبا عبد الله! عز على ألا يكون مع هذه الفصاحة والذكاء فقه، فتكون قد سدت أهل زمانك؛

فقلت: ومن بقى يقصد؟

فقال لى: هذا مالك سيد المسلمين يومئذ؛

فوقع في قلبي، وعمدت الى الموطأ، فاستعرته (٢٦٣)، وحفظته في تسع ليال.

وذكر الامام أبو المعالي الجويني عنه: أنه حفظه في ثلاث ليال؛

ثم دخلت الى والى مكة، فأخذت كتابه الى مالك، وكتابه الى والى المدينة، يسأل مالكاً فى أمرى، فلما قدمت المدينة، أوصلت الكتاب الى والى المدينة (٢٦٤)، وقلت له: تبعث الى مالك يأتيك فتوصيه بي.

فقال: يا ليتنى اذا ركبت اليه مع حشمى معك، حتى نأتى بابه و نجلس عليه حتى تضرب وجوهنا الريح بتراب العقيق، أذن لنا.


(٢٦٢) ك، م: فسمع اذ ذاك بمكة من عمه، ومسلم بن خالد الزنجي - أ، ط: فسمع اذ ذاك بمكة من محمد بن مسلم بن خالد الزنجي.
(٢٦٣) أ، ط: فاستعرته - ك، م: فاستعرضته.
(٢٦٤) سقط من نسخة (م) من قوله "يسأل مالكا في أمرى" الى قوله بعده: "أوصلت الكتاب الى والى المدينة".