للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى رواية أن مالكا لما نظر في الكتاب قال: من هو؟

فقال له الوالى: هذا.

فنظر الى ونكس رأسه ثم قال: كيف يصلح العلم لمن لا يمرض من خوف الله؟ فاذا كان كذلك أوشك أن ينفعه الله بالعلم؛

فقال له الأمير: انه مطلبي، فلما سمع ذلك سرى عنه، وذكر نحوه.

***

قال مصعب الزبيرى: قدم الشافعى المدينة، فكان يجلس في المسجد ينشد أشعار الشعراء، وكان حسن اللفظ فصيح القول عالما بمعانيه، فقال له أبي يوما: ترضى لنفسك فى قريشيتك بما أنت فيه أن تكون شاعراً؟

قال له: فما أصنع؟

قال: تفقه، قال رسول الله : من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين.

قال: وأنى لى بذلك؟

قال: مالك بن أنس سيد المسلمين.

فقال: تقوم بنا اليه.

فأتينا مالكاً، فجلس عنده، وأخبره بشرفه وأمره، فقربه مالك وأدناه، وجعل يسمع منه؛

فلما كان بعد أيام قال الشافعي لأبي: الذى يقول مالك "أمرنا" "والذى عليه أهل بلدنا"" والذى عليه أئمة المسلمين الراشدين المهديين" أى شيء هو؟

فقال له: أو لهم رسول الله ، ثم أبو بكر وعمر وعثمان الذين ماتوا بالمدينة؛