للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله على محمد، هذا الزمان الذى كان يحدث به انه لا يلى الصدقات الا المنافقون من هذه الأمة؛

فقام رجل من أهل العراق فلطم المسكين لطمة خر منها لوجهه، فجعل يصيح: يا أبا محمد! يا امام المسلمين! يفعل بي هذا في مجلسك؟

فقال ابن وهب: ومن فعل هذا؟

قال العراقي: أنا أصلحك الله فعلته، للحديث الذي حدثتنا أن النبي قال: من حمى لحم مؤمن من منافق يغتا به، حمى الله لحمه من النار، وأنت مصباحنا وضياؤنا يغتابك في وجوهنا.

فقال لأحدثنكم بحديث أن النبي قال: يكون في آخر الزمان مساكين، يقال لهم العتاة (٣٤٥)، لا يتوضأون لصلاة، ولا يغتسلون من جنابة، يخرج الناس الى مساجدهم وأعيادهم يسألون الله من فضله، ويخرجون يسألون الناس، يرون حقوقهم على الناس، ولا يرون الله عليهم حقا.

وكان ابن وهب يقول: من قال فى موعد ان شاء الله فليس عليه شيء؛

وطلب ابن وهب من مالك كحلا. فقال لجاريته: أعطنى من الكحل. لصديقى المصرى. قال: فأتوه بأنبوبة أو أنبويتين.

قال الربيع صاحب الشافعي: جئنا عبد الله بن وهب للسماع، واجتمع على بابه خلق كثير، فقام ليفتح الباب، فلما فتحه ازدحمنا للدخول، فسقط وشج وجهه. فقال: ما هذا الا الخفة وقلة الوقار، ونحو هذا، والله لا


(٣٤٥) م: العتاة، وكذلك فى الديباج ص ١٣٣ - أ: العناه - ك: القتاة ـ ط: العته.