قال ابن حارث: كان فقيهًا بمذهب مالك، ذا فضل وورع ودين وعبادة.
***
ذكر الدينورى في كتاب المجالسة: وجه المتوكل إلى أحمد بن المعذل وغيره من العلماء، فجمعهم في داره، ثم خرج عليهم، فقام الناس كافة غير أحمد.
فقال المتوكل لعبيد الله: هذا لا يرى بيعتنا.
قال: بلى يا أمير المؤمنين! ولكن في بصره سوء. يريد العذر عنه. فقال أحمد: يا أمير المؤمنين! ما في بصرى سوء، ولكن نزهتك من عذاب الله. قال النبي ﷺ:"من أحب أن يتمثل له الرجال قيامًا فليتبوأ مقعده من النار".
فجاء المتوكل، فجلس إلى جنبه.
* * *
وقال الحسن بن عبد الرحمان بن عبيد البصرى في كتابه: وممن كان يقرض الشعر من الفقهاء النساك، أحمد بن المعذل، وكان من أفصح الناس وأبلغهم وأنسكهم وأصمتهم، حتى نسب بذلك إلى الكبر. وله مواعظ وأخبار حسان، وكان أهل البصرة يسمونه لفقهه ونسكه، الراهب، وكان فقيها بقول مالك. لم يكن لمالك بالعراق أرفع منه، ولا أعلى درجة، ولا أبصر بمذاهب أهل الحجاز، منه. وعنه أخذ إسماعيل بن إسحاق، وهو مفقهه.
* * *
وذكر الحسن بن عبد الرحمان عنه، وذكرها الجراحى أيضًا -وأحدهما يزيد على الآخر- أنه كان يسكن مع أخيه عبد الصمد في دار واحدة، وكان عبد الصمد منهمكا في الشراب، وكان أحمد يبكر إلى صلاة الصبح، وكان إمام المسجد، فيمر سحرا بأخيه وهو سكران،