للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقال: ان ابن أبي الجواد هو الذي أمر بأخذ الحملاء عليه، حتى يتبين عليه.

فرجع، ففعل ذلك، وأمر الحرس أن يأخذوا ثياب من دخل عليه.

قال سهد: فدخلت عليه ومعى دراهم أشترى بها ثيابي من الحرس إن أخذوني، فعافاني الله، فقلت: البدعة فاشية وأهلها أعزاء!

فقال: أما علمت أن الله إذا أراد قطع بدعة أظهرها.

***

قال جبلة: ولما قرب سحنون في قصته هذه من القصر، لقيه من الموالى رجل سكران، علي برذون، بيده قناة، فأدخلها بين رجلي برذون سحنون، ليثب بسحنون فيقتله، فتحامل برذون السكران به، وقفز، فدخل زج القناة في صدر المولى فمات، وسلم سحنون.

وقيل: بل الأمير كان أوصى إنسانا بركوب بغل شموس، وقال: له: اقصد به سحنون، بعد أن تحجبه، فلعل الله يريحنا منه.

فلما قرب سحنون من القصر، فعل الرجل ما أمر به، فطرحه البغل الشموس فمات.

وكان في طريقه نزل تحت شجرة، والرسول الذي جاء به تحت أخرى، فأتى رجل إلى سحنون بقصعة ثريد عليها دجاجة، فأكل سحنون ولم يدع الرسول، فعاتبه في ذلك وقال له: أحسنت صحبتك وتفعل هذا معي؟

فقال له سحنون: ليس من السنة أن أدعوك إلى طعام غيرى، ولو كان لي لفعلت.

قال القاضي أبو الفضل عياض رضى الله تعالى عنه: ما قال سحنون، صواب، ولكن لا أدرى لم لم يستأذن رب الطعام في أكله معه، كما فعل ، ولعله فعل ذلك فلم يأذن له.