وفيها: أنه أخبره حين لقيه في الطواف بحال أهله وولده وقال له: عهدي بهم بالأمس.
وفيها: فقال له: ها هنا شيطان قد تمثل في صورة شيخ، وحوله جمع يكتبون عنه، فإذا جئته فلا تهبه، وارفع العصا عليه.
وذكر تمام الخبر بمعناه.
* * *
قال القاضي أبو الفضل عياض رضى الله تعالى عنه: وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود، أن الشيطان يتمثل في سورة الرجل، فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب، فينصرفون عنه، فيقول الرجل منهم: سمعت رجلا أعرف وجهه ولا أدرى من هو.
وفيه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: أن في البحر شياطين مسجونة، أوثقها سليمان ﵇، يوشك أن تخرج، فتقرأ على الناس قرآنا.
* * *
وحكى أبو الحسن القابسي، قال: أتى رجل إلى سحنون، فجلس حتى انصرف الناس، فأخذ في البكاء، فسأله سحنون عن سبب ذلك، فذكر له أنه رأى أمرا استعظمه، فلم يزل به حتى ذكر له أنه رأى كأن القيامة قد قامت، وحشر الناس، وأتى سحنون، فرأى أنه ألقى في النار بعد أن لقى من الأغلال والنكال أمرا عظيما.
فصبره سحنون، وأرسل في رؤساء كنيسة النصارى، فجاء إليه منهم اثنان، فسألهم: هل مات أكم ميت ممن تعظمونه؟
قالوا: نعم.
فقال: أرأيتم له شيئا؟
قالوا: نعم، رؤيا كثيرة. ووصفوا فيها من الخير والترفيع.