للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنْ أبْوَابِ الْجَنَّةِ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا خَيْر، فمنْ كَانَ مِنْ أهلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ من بَاب الصَّلَاةِ، ومنْ كَانَ مِنْ أهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كانَ مِنْ أهلِ الصيام، دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ، ومَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصًّدَقَةِ " فقالَ أبو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بأبِي أنتَ وَأمِّي يَا رَسُولَ اللهِ مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الأبوَابِ مِن ضَرُورَةٍ، فَهَلْ يُدْعَى أحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأبْوَابِ كُلِّهَا؟ قَال: " نَعَمْ وأرْجُو أنْ تَكُونَ مِنْهُمْ ".

ــ

سبيل الله نودي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير" أي من تصدق بعدد اثنين من أي شيء من المأكولات أو الملبوسات أو النقود، فأعطى درهمين، أو رغيفين، أو ثوبين لمن هو في حاجة إليهما ابتغاءً لرضوان الله نادته الملائكة من أبواب الجنة مرحبة بقدومه إليها، وهي تقول: لقد قدَّمت خيراً كثيراً تثاب عليه اليوم ثواباً كبيراً، " فمن كان منْ أهل الصلاة دعي من باب الصلاة " أي وقد جعل لكل عبادة في الجنة باباً مخصوصاً لها، فالمكثرون من الصلاة ينادون من باب الصلاة، ويدخلون منه، وهكذا الأمر بالنسبة إلى سائر العبادات، " ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان "، أي والمكثرون من الصوم تستقبلهم الملائكة عند باب الريان داعية لهم بالدخول منه، وسمي بذلك، لأنه كما في رواية الترمذي " من دخله لم يظمأ أبداً " " فقال أبو بكر رضي الله عنه " طامعاً في فضل الله تعالى: " فهل يدعى أحد من تلك الأبواب " ومعناه أنه تساءل قائلاً " فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: نعم " أي يوجد من المؤمنين من يُدعى من أبواب الجنة الثمانية لكثرة عباداته وتنوعها واختلافها، "وأرجو أن تكون منهم " لاجتهادك في كل العبادات وحرصك على جميع الخيرات. الحديث:

<<  <  ج: ص:  >  >>