النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء" أي لما هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من محرم " فقال: ما هذا؟ " أي فسأل عن سبب صيامهم لهذا اليوم، " قالوا: هذا يوم صالح "، أي هذا يوم مبارك مليء بالأحداث والذكريات التاريخية العظيمة أنعم الله علينا فيه بنعمة كبرى حيث " نجّى الله بني إسرائيل " في هذا اليوم " من عدوهم ": فرعون وقومه، فأغرقهم في البحر، كما قال تعالى في سورة الشعراء:(وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (٦٥) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ) " فصامه موسى " وفي رواية مسلم: " فصامه موسى شكراً لله تعالى " وفي رواية أبي داود " ونحن نصومه تعظيماً له "" فصامه " النبي - صلى الله عليه وسلم - شكراً لله تعالى على نجاة موسى من الغرق ومن عدوه " وأمر بصيامه ". الحديث: أخرجه الشيخان وأبو داود والنسائي. والمطابقة: في قوله: " فصامه وأمر بصيامه ".
فقه الحديث: دل هذا الحديث على فضل يوم عاشوراء، وأنه يوم مبارك يُسَنُّ صيامه لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - صامه وأمر بصيامه، وأقل مقتضيات الأمر السنية والاستحباب وعن أبي قتادة رضي الله عنه مرفوعاً:" صيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله " أخرجه مسلم.