للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالقَاتِلُ والمَقْتُولُ فِي النَّارِ" فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ هذَا الْقَاتِلُ، فَما بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ حَرِيصاً عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ".

ــ

ترجمة الراوي: هو أبو بكرة نُفَيْع - بالتصغير ابن مَسْروحٍ مولى الحارث بن كَلَدَةَ -بفتح اللام- يكنى بأبي بكرة، لأنه تدلى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من الطائف ببكرة، وكان مولى للنبي - صلى الله عليه وسلم - فأعتقه، وهو من فضلاء الصحابة الذين اعتزلوا الفتنة يوم صفين، وانقطع للعبادة بالبصرة حتى توفي بها سنة إحدى وخمسين من الهجرة، روى مائة وثلاثين حديثاً، اتفقا على ثمانية، وانفرد البخاري بخمسة ومسلم بحديث رضي الله عنه وأرضاه.

معنى الحديث: يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إذا التقى المسلمان بسيفيهما " أي إذا تقابلا بسيفيهما في حرب أو معركة شخصية " فالقاتل والمقتول في النار " أي فكلاهما يستحقان دخول النار، إلاّ أنهما لا يتساويان في العقوبة، فإنَّ القاتل أشد عذاباً، وأكثر مكثاً في النار من المقتول " فقلت هذا القاتل " أي هذا القاتل عرفنا ذنبه الذي استحق به النار " فما بال المقتول " أي فما ذنب المقتول؟ " قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه " أي إنه يعاقب بالنار لعزمه وتصميمه على قتل صاحبه.

ويستفاد ما يأتي: أولاً: أن قتال المسلم لأخيه بغير وجه شرعي كبيرة من الكبائر. ثانياًً: أن كلا المتقاتلين عاص مستحق للنار، إلاّ أن القاتل أشد معصية وأعظم عقوبة. ثالثاً: أن المسلم يحاسب على ما يستقر في نيته من العزم على المعصية، لقوله " فإنه كان حريصاً على قتل صاحبه ". رابعاً: أن صاحب الكبيرة لا يكفر بفعلها، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمي المتقاتلين مسلمين.

والمطابقة: في قوله " إذا التقى المسلمان " حيث سماهما مسلمين مع ارتكابهما الكبيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>