ويستفاد منه ما يأتي: أولاً: أن الإِيمان يزيد وينقص، كما ترجم له البخاري، لأن منه ما يزن الشعيرة، ومنه ما يزن البرة، ومنه ما يزن الذرة، وهذه الأشياء متفاضلة، بعضها أكبر من بعض، وذلك يقتضي أن الإِيمان يزيد وينقص، وهو قول الجمهور خلافاً لأبي حنيفة. ثانياًً: أن العصاة لا يخلدون في النار ما داموا قد ماتوا على التوحيد والإِيمان. والمطابقة: في قوله " وفي قلبه وزن شعيرة، وفي قلبه وزن برة ... إلخ ".
٣٧ - الحديث: الحديث أخرجه الشيخان، والترمذي.
ترجمة راوي الحديث: هو الخليفة الراشد عمر بن الخطاب العدوي القرشي يجتمع مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في كعب بن لؤي الجد الثامن للنبي - صلى الله عليه وسلم -، أسلم رضي الله عنه سنة ست من الهجرة، ولقب بالفاروق لقول جبريل: إنّ عمر فرق بين الحق والباطل، وبويع له بالخلافة بعد الصديق رضي الله عنه حيث عهد له بها سنة ثلاث عشرة من الهجرة، فقام يفتح البلدان الكثيرة، والإِصلاحات الكبيرة، واستشهد على يد أبي لؤلؤة المجوسي غلام المغيرة بن شعبة في محراب النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة سنة (٢٣) من الهجرة، وهو ابن ثلاث وستين عاماً على الأصحِ، وكانت مدة خلافته عشر سنوات ونصفاً روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (٥٣٧) حديثاً اتفقا على ستة وعشرين حديثاً، وكان نقش خاتمه " كفى بالموت واعظاً " رضي الله عنه وأرضاه.
معنى الحديث: يحدثنا عمر رضي الله عنه في حديثه هذا "أنَّ رجُلاً