للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لولا أنتَ ما اهْتَدَيْنَا ... ولا تَصَدَّقْنَا ولا صَلَّيْنَا

فَأنْزِلِ السَّكِيْنَةَ عَلَيْنَا ... وَثبَتِ الأقْدَامَ إِنْ لاقَيْنَا

إنَّ الأُلَى قد بَغَوْا عَلَيْنَا ... إِذَا أرَادُوا فِتْنَةً أبَيْنَا

ــ

في نفوسهم بما ينشده من الشعر الإِسلامي الذي يقوّي العزائم ويشحذ الهمم "فيقول - صلى الله عليه وسلم -:

" لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا "

فيحمد الله ويثني عليه على ما أنعم به عليهم من الهداية والتوفيق إلى جميع الأعمال الصالحة التي لولا الله ما اهتدوا إليها، ثم يقول:

" فأنزل السكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا "

فيسأل الله أن يملأ قلوبهم طمأنينة وأمناً، وأن يثبت أقدامهم عند ملاقاة أعدائهم ثم يقول:

" إن الألى قد بغوا علينا ... إذا أرادوا فتنةً أبينا "

يعنى أن هؤلاء الذين يحاربوننا اليوم، ويريدون هزيمتنا وفتنتنا، والقضاء علينا لن يتمكنوا منا، لأننا نجاهد لِإعلاء كلمة الله، والله معنا.

فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: أن من الخطط الحربية الناجحة في هذه الغزوة حفر الخندق (١)، قال ابن إسحاق: وكان الذي أشار على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالخندق هو سلمان، وكانت أول مشهد شهده مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد تحرره، فقال: يا رسول الله إنا كنا بفارس إذا حصرنا خندقنا علينا، ويشكل الخندق نصف دائرة، طرفها الغربي غربي مسجد المصلى، والشرقي عند مبتدأ حرة واقم في الشمال الشرقي، قال المطري من علماء القرن الثامن الهجري بالمدينة: وقد عفا أثر الخندق اليوم، ولم يبق منه شيء يعرف


(١) يعني حفر الخندق في غزوة الأحزاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>