حتى تسجد تحت العرش" أي تسجد لربها حقيقة لا مجازاً، وهي أينما سجدت سجدت تحت العرش " تستأذن فيؤذن " أي تستأذن ربها في الطلوع من المشرق ومعاودة سيرها مرة أخرى، فيؤذن لها في ذلك " ويوشك أن تسجد " أي وسيأتي قريباً الوقت الذي تسجد وتستأذن فيه في الطلوع من المشرق " فلا يقبل منها " سجودها، ولا يؤذن لها في الطلوع من المشرق " فتطلع من مغربها " وذلك من علامات الساعة " فذلك قوله تعالى ": أي فذلك هو معنى قوله تعالى: "(وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا)" أي تتحرك وتسير في طريقها المحدد لها، ولا تزال تجري في مسيرتها هذه حتى ينتهي العالم، "(ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)" أي أنها إنما تتحرك حركتها هذه بنظام دقيق محكم، يدل على وجود الله تعالى وتقديره وتدبيره لهذا العالم تدبيراً يليق بعلمه وعزته وحكمته. لا كما يزعم الملحدون أن حركة الكون كلها إنما هي بمحض الصدفة، لأن الصدفة عمياء لا يمكن أن تقوم بتدبير هذه الحركة المنظمة (ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ).
فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: قال القسطلاني: وظاهر هذا الحديث أن -الشمس- تجري في كل يوم وليلة بنفسها كقوله تعالى في الآية الأخرى:(وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) قال " في ظلال القرآن ": وكان من المظنون أنها -أي الشمس- ثابتة في موضعها الذي تدور فيه حول نفسها، ولكن عرف أخيراً أنها ليست مستقرة في مكانها، إنما هي تجري فعلاً في اتجاه واحد في الفضاء الكوني الهائل بسرعة حسبها الفلكيون باثني عشر ميلاً في الثانية. اهـ. ثانياًً: ثبوت سجودها تحت العرش عند طلوعها، ويتعين الإِيمان به عن يقين ما دام قد أخبر عنه الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه. مطابقة الحديث للترجمة: في كونه يدل على معنى الآية الكريمة. الحديث: أخرجه الشيخان وأبو داود والترمذي والنسائي.