للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَه: اكْتبْ عَمَلَه، ورِزْقَه، وأجَلَه، وشَقِي أو سَعِيدٌ، ثمَّ ينْفَخ فِيهِ الرُّوحَ، فَإنّ الرَّجلَ مِنْكُمْ لَيَعْمَل حَتَّى مَا يَكون بَيْنَه وَبَيْنَ الْجَنَّةِ إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِق عَلَيْهِ كِتَابه فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أهْلِ النَّارِ، ويَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكونَ بَيْنَه وَبَيْنَ النَّارِ إلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِق عَلَيْهِ الكِتَاب فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أهْلِ الجَنَّةِ".

ــ

فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، والعكس بالعكس، وهو معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: " فإن الرجل منكم ليعمل " أي يعمل بعمل أهل الجنة " حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلاّ ذراع " وهو كناية عن غاية القرب " فيسبق عليه كتابه " أي فيكون قد كتب عليه سابقاً في بطن أمه أنه شقي، فيختم له بالشقاوة " فيعمل بعمل أهل النار " فيدخلها كما سبق به القدر " ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلاّ ذراع " أي وقد يعمل الرجل بعمل أهل النار حتى يقترب منها غاية القرب " فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل الجنة " فيدخلها (١). والمطابقة: في قوله: " ثم يبعث الله ملكاً ".

فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: بيان مراحل تكوين الجنين في بطن أمه، حيث يمرّ بأربعة مراحل. الأولى: مرحلة التلقيح المنوي وهو المشار إليه بقوله: " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً " أي يجمع الله هذا الحيوان التناسلي المنوي بالبويضة فيحصل التلقيح والحمل، وقد ثبت علمياً أن النقطة الواحدة من ماء الرجل تحمل ألوف الحيوانات المنوية، وحيوان واحد منها هو الذي يلقح البويضة، وتوجد فيه كل خصائص الأب


(١) والذي يحل الإشكال في هذا الحديث، ما جاء في " الصحيحين " من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة ". فهناك أشياء لا يطلع عليها إِلا الله تعالى الذي يعلم أعمال العباد ونياتهم، فعلى حسب ذلك تكون خواتيمهم. (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>