للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩٠١ - عَن سَعِيدٍ بن جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لِجِبْرِيلَ: " أَلا تَزُورُنا أكثرَ مِمَّا تَزُورُنَا؟ " قَالَ: فَنَزَلَتْ (وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا) الآية.

ــ

وحيه وسفيره إلى أنبيائه يهديها السلام، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. والمطابقة: في قوله: " هذا جبريل يقرأ عليك السلام ".

٩٠١ - معنى الحديث: يقول ابن عباس رضي الله عنهما: " قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لجبريل: ألا تزورنا أكثر مما تزورنا " قال العيني: كلمة ألا هنا للعرض والحض ويجوز أن تكون للتمني. قلت: ويحتمل أن تكون لجميع المعاني والمعنى أننا نعرض عليك الإكثار من زيارتنا ونحضك عليها ونتمنى لو أجبتنا إلى ذلك، لنستأنس بك، " فنزلت " الآية الكريمة " (وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ) " فإذا أمرنا بالنزول نزلنا " (لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا) " أي وما كان الله لينسى رسوله وحبيبه محمداً - صلى الله عليه وسلم - وإن تأخر عنه الوحي، فإن للوحي أوقات محددة، يرسله إن شاء، ويوقفه إن شاء.

فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: وجود الملائكة، وعلى رأسهم جبريل ملك الوحي. ثانياً: أن للوحي أوقات محددة ولا ينزل إلّا بأمر الله تعالى. ثالثاً: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينقطع عنه الوحي أحياناً فيشتاق إلى جبريل، فإذا حضر إليه عرض عليه أن يكثر من زيارته، فيعتذر له جبريل بأنه عبد مأمور لا ينزل إلاّ بأمر إلهي. والمطابقة: في قوله: " قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لجبريل " الحديث: أخرجه أيضاً الترمذي والنسائي.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>