للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: لَوْن حَسَن، وَجِلْدٌ حَسَن، قَدْ قَذَرَني النَّاسُ، قَالَ: فَمَسَحَهُ، فَذَهَبَ عَنْهُ، فَأعْطِيَ لَوْناً حَسَناً، وجِلْداً حَسَناً، فقالَ: أيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الإِبِلُ، فَأُعْطِيَ نَاقَةً عُشراءَ، فَقَالَ: يُبَارَكُ لَكَ فِيهَا، وأتى الأقْرَعَ، فَقَالَ: أي شَىءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ، فَقَالَ:

ــ

الأوّل فهو رجل أبرص بعث الله إليه الملك في صورة إنسان: فقال له: " أي شيء أحب إليك؟ " وسأله عن أمنيته المفضلة " قال: لون حسن وجلد حسن " أي تمنى أن يعود إلى جسمه لونه الصافي الجميل وبشرته النقية السليمة " قد قذرني الناس " قال الحافظ: قذرني بفتح القاف والذال أي اشمئزوا مني " قال: فمسحه فذهب عنه " أي فمسحه الملك بيده فزال عنه داء البرص، وأصبح نقي اللون والبشرة، فسأله عن أحب المال إليه، فقال: الإبل، " فأعطي ناقة عشراء " بضم العين وفتح الشين وهي الحامل التي أَتى عليها في حملها عشرة أشهر. " وأما الثاني " فهو رجل أقرع، أتاه الملك في صورة إنسان من البشر فسأله كما سأل صاحبه الأول عن أمنيته في الحياة، فقال إنه يتمنى أن يعود إليه شعر رأسه، لأن الناس اشمأزوا منه، ومن منظر رأسه البشع، وصورته القبيحة، وهو معنى قوله: " وأتى الأقرع فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر حسن، ويذهب عني هذا " أي القرع " قد قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب وأعطي شعراً حسناً، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: البقر فأعطي بقرة حاملاً، وقال: يبارك لك فيها " بضم أوله على البناء للمجهول، وفي رواية بارك الله لك فيها. " وأما الرجل الثالث " فهو رجل أعمى، أتاه الملك على صورة البشر، فسأله عن أمنيته في الحياة، فقال: أن يعود إلي بصري، فإنه لا شيء أحب إلي من أن أبصر النور وأرى الأشياء حولي، فأعاد إليه الملك بإذن الله بصره، وسأله عن أحب المال عنده فقال: الغنم، فأعطاه ما يحب،

<<  <  ج: ص:  >  >>