وأنَا الْمَاحِي الذي يَمْحُو اللهُ بِيَ الْكُفْرَ، وأنَا الْحَاشِرُ الذي يُحْشَرُ النَّاس على قَدَمِي وأنَا الْعَاقِبُ".
ــ
له أسماء غيرها، وإنما المراد بقوله: " في خمسة أسماء " أن هذه الخمسة هي أسماؤه المشهورة في الأم الماضية المذكورة في الكتب السابقة وهي كما بينها - صلى الله عليه وسلم - في قوله: " أنا محمد " وهو علم وصفة معاً كما قال ابن القيم: ومعناه أنه - صلى الله عليه وسلم - الموصوف بالمحامد الكثيرة العظيمة، المحمود من الله عز وجل مرة بعد أخرى، لأن محمداً لغة كما قال الزرقاني: هو الذي حُمِدَ مرّةً بعد أخرى، وعن علي بن زيد قال: كان أبو طالب يقول:
قال الزرقاني: وهذا البيت في قصيدة لحسان فأما أنه توارد مع أبي طالب، أو ضمنه شعره، وسمّي بهذا الاسم بإلهام من الله تعالى لجده عبد المطلب، أو رؤيا رآها فقصها على كاهنة قريش فعبرتها بمولود من صلبه يتبعه أهل المشرق والمغرب ويحمده أهل السموات والأرض، رواه أبو نُعيم وغيره، وأخرج ابن عبد البر في " الاستيعاب "، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " لما ولد النبي - صلى الله عليه وسلم - عَقَّ عنه عبد المطلب، وسماه محمداً، فقيل له يا أبا الحارث: ما حملك على أن سميته محمداً، ولم تسمه باسم آبائه، قال: أردت أن يَحْمده الله في السماء، ويحمده الناس في الأرض ". " وأحمد " وهذا هو الاسم الثاني من أسمائه الشريفة، وهو علم منقول من صفة أفضل التفضيل المنبئة عن الانتهاء إلى غاية ليس وراءها منتهى، فهو - صلى الله عليه وسلم -أحمد الحامدين لله تعالى، لما في " الصحيح " أنه يفتح عليه في المقام المحمود بمحامد لم يفتح بها على أحد قبله، هذا على أنّه بمعنى الفاعل، وقيل:(أحمد) بمعنى المفعول أي أنه - صلى الله عليه وسلم - أحق الناس بالثناء والحمد. قال: " وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر "، يعني يزيله من الأرض "وأنا الحاشر