للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩٨٩ - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ:

" قَالَ رَجُلٌ للنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ أُحُدٍ: أرَأيْتَ إِنْ قُتِلْت فَأيْنَ أنَا؟ قَالَ: في الْجَنَّةِ، فألْقَى تَمَرَاتٍ في يَدِهِ، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ".

ــ

وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) قال ابن عباس رضي الله عنهما: وإنما عنى بهذا (١) الرماة. قال الحافظ: وفيه شؤم ارتكاب المنهي، وأنه يعم ضرره من لم يقع منه.

ثانياًً: قال الحافظ: فيه من الفوائد (٢) منزلة أبي بكر وعمر من النبي - صلى الله عليه وسلم - وخصوصيتهما به، بحيث كان أعداؤه لا يعرفون غيرهما، إذ لم يسأل أبو سفيان عن غيرهما. والمطابقة: في كون الحديث دل على بعض ما وقع في غزوة أحد مما يتعلق بالترجمة. الحديث: أخرجه البخاري وأبو داود.

٩٨٩ - معنى الحديث: أن رجلاً أراد أن يتأكد يوم أحد من مصيره إذا قتل في ذلك اليوم، فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يخبره أين هو إن قتل في هذه المعركة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " في الجنة " لأن الشهيد في سبيل الله قد بشره الله بالجنة في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) فلما سمع الرجل من النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه البشارة العظيمة، كانت في يده بعض تمرات، فألقاها، وقاتل حتى قتل. أما من هو هذا الرجل؟ فقد قال بعضهم: إنه عمير ابن الحمام لكن رجح الحافظ أنه رجل آخر غيره، لأن عمير بن الحمام وإن وقع منه ذلك أيضاً، لكنه وقع منه في غزوة بدر كما صرح بذلك أنس في حديثه.

فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: قال الحافظ: فيه ما كان عليه الصحابة من حب نصر الإسلام، والرغبة في الشهادة ابتغاء مرضاة


(١) " البداية والنهاية " لابن كثير ج ٣.
(٢) " فتح الباري " ج ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>