" أنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أتَى خَيْبَرَ لَيْلاً، وكانَ إِذَا أَتَى قَوْماً بِلَيْلٍ لَمْ يُغِرْ بِهِمْ حَتَّى يُصْبِح، فَلَمَّا أصْبَحَ خَرَجَتِ الْيَهُودُ بِمَساحِيهم وَمَكَاتِلِهِمْ، فلما رَأوْهُ قَالُوا: مُحَمَّدُ وَاللهِ، مُحَمَّدُ وَالْخَمِيسُ، فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: " خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْم فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ ".
ــ
غنمها المسلمون صحائف من التوراة فجاء اليهود يطلبونها فسلمها إليهم، وكان آخر الحصون التي افتتحها المسلمون السلالم والبطيح، ووجد المسلمون فيهما ٤٠٠ سيف و١٠٠٠ رمح و٥٠٠ فرس وبعد انتهائه - صلى الله عليه وسلم - من خيبر صالحه أهل فدك، وكانوا يشكلون حكومة مستقلة في أعالي الحجاز من اليهود على نصف فدك، فقيل ذلك منهم، فكان - صلى الله عليه وسلم - يقسمه حيث يرى من مصالحه ومصالح المسلمين.
٩٩٨ - معنى الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما خرج إلى غزوة خيبر لم يدخلها بالليل، لأنه كان من سنته - صلى الله عليه وسلم - إذا غزا قوماً لم يغزهم حتى يصبح.
قال ابن إسحاق: إنه - صلى الله عليه وسلم - نزل بواد يقال له الرجيع، بينهم وبين غطفان لئلا يمدوهم، قال أنس: " وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا أتى قوماً بليل لم يغربهم حتى يصبح " بضم الياء وكسر الغين المعجمة، أي لا يغير عليهم حتى يصبح، كما في الجهاد، وفي رواية أخرى في الأذان، فإن سمع أذاناً كفَّ عنهم، وِإلَّا أغار " فلما أصبح خرجت اليهود بمساحيهم ومكاتلهم " أي فبات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك الليلة هناك، فلما طلع الصبح صلّى صلاة الصبح عند أول طلوع الفجر، ولم يسمع أذاناً، فركب وركب القوم، ودخلوا خيبر، واستقبلوا عمالها ذاهبين إلى أعمالهم وبأيديهم مساحيهم ومكاتلهم - جمع مكتل، وهو القفة الكبيرة " فلما رأوه قالوا: محمد والله، محمد والخميس " أي هذا محمدٌ وجيشه قد