للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩٩٩ - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ:

أمَّرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةِ مُوْتَةَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ، فقال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " إِنْ قُتِلَ زَيْدٌ فَجَعْفَرُ، وِإنْ قُتل جَعْفَرٌ فعَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ " قَالَ ابْنُ عُمَرَ: كُنْتُ فِيهِمْ في تِلْكَ الْغَزْوَةِ، فالْتَمَسْنَا جَعْفَرَ بْنَ أبِي طَالِبٍ، فوَجَدْنَاهُ في الْقَتْلَى، وَوَجَدْنَا في جَسَدِهِ بِضْعَاً وتِسْعِينَ مِنْ طَعْنَةٍ وَرَمْيَةٍ.

ــ

من الهجرة، الموافق لشهر سبتمبر سنة ٦٢٩ م. أما سببها فهو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث الحارث بن عمير الأزدي إلى ملك بصرى بكتاب فأوثقه وضرب عنقه، فاشتد الأمر على النبي - صلى الله عليه وسلم - وندب الناس للقتال. وقال: " زيد بن حارثة أمير الناس فإن قتل زيد فجعفر بن أبي طالب، فإن أصيب جعفر، فعبد الله بن رواحة، فإن أصيب فليرتض الناس رجلاً "، وعقد النبي - صلى الله عليه وسلم - لواءً أبيض، ودفعه إلى زيد، وكان عدد المسلمين ثلاثة آلاف مقاتل، فلما فصل المسلمون سمع العدو فجمع لهم مائة ألف مقاتل، فلما التقى المسلمون بالمشركين أخذ زيد اللواء حتى قتل، ثم أخذه جعفر فقاتل حتى قتل، فأخذه عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قتل، فأخذه ثابت بن الأرقم، وقال: يا معشر الناس اصطلحوا على رجل منكم فاصطلحوا على خالد، فأخذه ونظر إليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بالمدينة، فقال: الآن حمي الوطيس، أي جدت الحرب، فانحاز خالد بالجيش حتى خلصهم من أيدي الأعداء وألقى الله الرعب في قلوبهم.

٩٩٩ - معنى الحديث: يقول ابن عمر رضي الله عنهما: " أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة موتة زيد بن حارثة " أي عيّنه أميراً على الجيش " فقال: إن قتل زيد فجعفر " يتولى القيادة بعد استشهاده " وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة " أي فعبد الله يتولاها من بعده، فلما وقعت المعركة قتل هؤلاء الثلاثة على الترتيب المذكور، "فالتمسنا جعفر بن أبي طالب، فوجدناه في القتلى،

<<  <  ج: ص:  >  >>