كمَا صَلَّيْتَ على آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد، اللَّهُمَّ بَارِك على مُحَمَّدٍ وعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كما بَارَكْتَ على آلِ إِبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ".
ــ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فعلمنا كيف نصلّي عليك وماذا نقول؟ " قال: قولوا اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد " أي فعلَّمنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن نصلّي عليه بهذه الصلاة الإبراهيمية المأثورة. ومعنى قوله: " وعلى آل محمد " أي وصل على آل محمد، وهم على أصح الأقوال آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس كما أفاده الصنعاني، والمراد بقوله: " آل إبراهيم " إبراهيم نفسه، ومعنى قوله: " اللهم بارك على محمد " أي أكثر له من الخيرات، وأسبغها عليه في الدنيا والآخرة. وقوله: " إنك حميد مجيد " صيغة مبالغة من الحمد والمجد أي كثير الحمد والثناء والعظمة والجلال.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: مشروعية الصلاة الإبراهيمية في كل صلاة بعد التشهد، واختلفوا في حكم الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فذهب الشافعي وأحمد وغيرهما إلى وجوبها في التشهد الأخير، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: " قولوا اللهم صل على محمد " لأن الأمر هنا للوجوب، قال ابن عبد البر: قال الشافعي: إذا لم يُصَلّ على النبي - صلى الله عليه وسلم - في التشهد الأخير أعاد الصلاة (١). اهـ. وإنما خُصَّ الوجوب بالصلاة لما في حديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه أنهم قالوا: يا رسول الله أما السلام فقد عرفناه، فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا في صلاتنا؟ قال: " قولوا: اللهم صل على محمد " أخرجه أبو داود والنسائي وأحمد والحاكم. ثانياً: أن الحديث تفسير لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ