للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أفضل الصدقات المحمودة إعارة الشاة الصفي التي " تغدو بإناء، وتروح بإناء " أي التي تحلب في الصباح إناء، وفي المساء إناءاً. الحديث: أخرجه البخاري.

فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: فضل المنيحة واستحبابها، وكونها من أفضل الأعمال. ثانياًً: دل الحديث على فضل اللبن، وأنه من أفضل المواد الغذائية للإنسان، كما يؤكد ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: " تغدو بإناء وتروح بإناء " وحسبك أنه شراب المؤمنين الذي اختاره الله لنبيّنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ولأمته حيث أخذ اللبن ليلة أسري به فقال جبريل: " الحمد لله الذي هداك للفطرة، ولو أخذت الخمر غوت أمتك " قال ابن القيم: واللبن المطلق أنفع (١) المشروبات للبدن الإنساني، لما اجتمع فيه من التغذية والدموية، ولاعتياده حال الطفولة، وموافقته للفطرة الأصلية. اهـ. ولا شيء من الأغذية يغني غناءه، ومن مزاياه أنّه يغني عن الطعام والشراب، واقرأ إن شئت قوله - صلى الله عليه وسلم -: " من أطعمه الله طعاماً فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وارزقنا خيراً منه، ومن سقاه الله لبناً فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وزدنا منه، فإني لا أعلم ما يجزىء من الطعام والشراب إلاّ اللبن " أخرجه أصحاب السنن. ولبن اللقاح ينفع من (٢) البواسير والاستسقاء، ويهيج شهوة الغذاء والجماع، ويفتح السدد المتولدة في الكبد من الدم الغليظ، وينفع من الربو والاستسقاء، ولبن الماعز نافع من السعال ونزف الدم والسل ونحول الجسم. مطابقة الحديث للترجمة: في قوله - صلى الله عليه وسلم -: " نعم الصدقة اللقحة الصفي ".

...


(١) " الطب النبوي " لابن القيم.
(٢) " المعتمد في الأدوية المفردة " تأليف الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي بن رسول الغساني التركماني صاحب اليمن المتوفى سنة (٦٩٤) هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>