للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأثْنَى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ: مَا مِنْ شَىءٍ لَمْ أكنْ أرِيتُهُ إلَّا رَأيْتُهُ في مَقَامِي هَذَا، حَتَّى الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فأوْحَى اللهُ إليَّ أنكُمْ تُفْتَنُونَ في قُبُورِكُمْ مِثْلَ أوْ قَرِيبَاً مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، يُقَالُ: مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ؟ فأمَّا الْمُؤْمِنُ أو الْموْقِنُ لا أدْرِي بأيَّهُمَا قَالَتْ أسْمَاءُ فَيَقُولُ: هُو مُحمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، جَاءَنَا بالبَيِّناتِ والْهُدَى، فأجَبْنَاهُ واتَبّعْنَاهُ، هُوَ محمدٌ ثَلَاثاً، فَيُقَالُ: نَمْ صَالِحاً (١)، قَدْ عَلِمْنَا إنْ كُنْتَ لَموقِنَاً بِهِ، وأمَّا الْمُنَافِقُ أو المُرْتَابُ لا أدْرِي أي ذلِكَ قَالَتْ أسْمَاءُ فَيقُولُ: لا أدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئَاً فَقُلْتُهُ ".

ــ

بفتح الغين وسكون الشين أو بكسر الشين وتشديد الياء، أي فدخلت معهم في الصلاة فوقفت وقوفاً طويلاً حتى أصابتني غشاوة، وهي حالة مرضية تحدث عادةً بسبب طول في الوقوف في شدة الحر " فجعلت أصب على رأسي الماء " لتخفيف الحرارة " فحمد الله وأثنى عليه " أي فلما فرغ من صلاته خطب خطة بليغة بدأها بحمد الله والثناء عليه " ثم قال: ما من شيء لم أكن أريته إلاّ رأيته في مقامي هذا " أي ما هناك شيء لم يسبق لي رؤيته والاطلاع عليه إلاّ رأيته في مكاني وزماني هذا " حتى الجنة " بالرفع على أنه مبتدأ وخبرُه محذوف تقديره حتى الجنة مرئية مكشوفة أمامي " فأوحى الله إليّ أنكم تفتنون في قبوركم " بسؤال الملكين " مثل أو قريياً من فتنة المسيح الدجال " أي فتكون فتنة القبر شديدة تشبه فتنة الدجال أو تقرب منها " يقال: ما علمك بهذا الرجل؟ " المشار إليه وهو النبي - صلى الله عليه وسلم - أي ماذا تعرف عنه؟

" فأمّا المؤمن أو الموقن فيقول: هو محمد رسول الله " أي فأما من كان في دنياه مؤمناً موقناً حقاً، فإن الله يثبته بالقول الثابت، ويلهمه الجواب


(١) قوله ثم صالحاً أبي صالحاً للتكريم وإهلاله.

<<  <  ج: ص:  >  >>