قال: من قال لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له" أي من قال هذا الذكر الشريف بعد صلاة الفجر، كما في حديث أبي ذر رضي الله عنه حيث قال:" من قال في دبر صلاة الفجر "" لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له " وهو تأكيد لمضمون الجملة السابقة، لأن معنى لا إله إلاّ الله: لا معبود بحق سواه، وهو معنى قوله:" وحده لا شريك له " إلاّ أن هذه أعمّ، لأن معناها لا شريك له في ألوهيته وربوبيته وصفاته وأفعاله " له الملك " أي له الملك الدائم الباقي، وكل ملك لغيره إلى زوال " وله الحمد " لأنه المنفرد بالكمال المطلق، ولأنه هو المنعم الحقيقي فما من نعمة في الوجود إلاّ هو مصدرها، والمنعم بها (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ)" وهو على كل شيء قدير " فلا يخرج شيء عن قدرته ومشيئته " مائة مرة، كان له عدل عشر رقاب " أي كان له من المثوبة والأجر ما يساوي عتق عشر رقاب " وكتبت له مائة حسنة "" ومحيت عنه مائة سيئة " والمعنى كتبت له في سجل حسناته مائة سمي حسنة، ومحيت من سجل سيئاته مائة سيئة " وكانت له حرزاً من الشيطان " أي حصناً حصيناً من أذى الشيطان " ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به " أي ولم يقل أحد شيئاً من الأذكار المأثورة أفضل مما قال.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: فضل التهليل (١) وأثره في تكفير السيئات، واكتساب الحسنات، ورفع الدرجات، والحفظ من