للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن لا يطأ زوجته حيناً فأفتاه أبو بكر بأن الحين الأبد، وأفتاه عمر بأنه أربعون سنة (١)، وعثمان بأنه سنة واحدة، وعلي بأنه يوم وليلة، فعرض الرجل ذلك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعاهم، فقال لأبي بكر: ما دليلك على أن الحين الأبد؟ قال: قوله تعالى في حق قوم يونس: (وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) أي أبقيناهم متمتعين إلى يوم القيامة. وقال لعمر: ما دليلك على أن الحين أربعين سنة؟ قال: قوله تعالى: (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) فالإِنسان آدم، وقد ألقيت طينته على باب الجنة أربعين سنة، وقال لعثمان: ما دليلك على أنه عام؟ قال: قوله تعالى: (تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ) أي تعطي النخلة ثمرها كل عام. وقال لعلي: ما دليلك على أنه يوم وليلة؟ قال: قوله تعالى: (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) فأثنى عليهم - صلى الله عليه وسلم - جميعاً - وأمر الرجل أن يأخذ بقول علي تخفيفاً عليه (٢).

" أما تقسيم السنة من جهة السند "

فإن السنة تنقسم من حيث السند إلى ثلاثة أقسام. الأول السنة المتواترة: وهي التي يرويها جمع غفير يستحيل تواطؤهم على الكذب عن مثلهم عن مثلهم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - والأحاديث المتواترة قليلة جداً، وقد مثل لها ابن الصلاح بحديث " من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار " وذكر البزار أنه رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو أربعين رجلاً من الصحابة رضوان الله عليهم (٣) وليس في الدنيا حديث اجتمع هذا العدد على روايته غيره. والأحاديث المتواترة موجودة وإن كانت نادرة، وقد جمعها العلماء في تآليف خاصة منها " الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة " للسيوطي (٤) و " نظم المتناثر من الحديث المتواتر " لأبي عبد الله محمد


(١) شرح الجرداني على الأربعين النووية.
(٢) وسنة الخلفاء الراشدين متبعة كاتباع السنة، بخلاف غيرهم من ولاة الأمور. (ع).
(٣) وفيهم من قال: رواه نحر المئتين. (ع).
(٤) المتوفي سنة (٩١١) هـ و" عقد اللآلىء المتناثرة في الأحاديث المتواترة " للمرتضى الزبيدي المتوفي سنة (١٢٠٥) هـ. (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>