كَانَتْ إحْدَانَا إِذَا كَانَتْ حَائِضَاً فأرَادَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أنْ يُبَاشِرَهَا أمَرَهَا
ــ
أغتسل أنا والنبي - صلى الله عليه وسلم - (١) من إناء واحد " أي أغتسل معه من الإناء الواحد وأشاركه فيه فيأخذ غرفة، وآخذ غرفة كما تقدم في بابه " وكان يأمرني فأتزر " بفتح الهمزة وتشديد التاء كما رواه الحافظ، وأصله فأأتزر بهمزة ساكنة بعد همزة مفتوحة فأدغمت الهمزة في التاء على مذهب الكوفيين " فيباشرني وأنا حائض " أي أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يأمر السيدة عائشة أثناء حيضها أن تشد الإِزار على وسطها وتستر ما بين السرة والركبة، ثم يباشرها ويستمتع بجميع جسدها ما عدا ما تحت الإزار وهو ما بين السرة والركبة قال الحافظ في " الفتح " وهو الجاري على قاعدة المالكية في باب سد الذرائع، وذهب كثير من السلف والثوري وأحمد وإسحاق إلى أن الذي يمتنع من الاستمتاع بالحائض الفرج فقط، وذكر الأدلة الصحيحة الواردة في ذلك " وكان يخرج رأسه وهو معتكف " أي وكان يخرج رأسه لي من المسجد أثناء اعتكافه " فأغسله وأنا حائض " أي وأنا في حال الحيض وقد تقدم شرحه في " باب غسل الحائض رأس زوجها ". الحديث: أخرجه الشيخان وأبو داود وابن ماجة. والمطابقة: في قولها: " فيباشرني وأنا حائض ".
١٨٠ - معنى الحديث: تقول عائشة رضي الله عنها في هذه الرواية: " كانت إحدانا إذا كانت حائضاً فأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يباشرها " أي كان
(١) والنبي مرفوع بالعطف على الضمير البارز وهو أنا.