للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٩٣ - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:

أن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: " أُعْطِيتُ خَمْسَاً لَمْ يُعْطَهُنَّ أحدٌ قَبْلِي، نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسيرَةَ شَهْرٍ، وجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِداً وَطَهُوراً، فأيُّمَا رَجُلٍ

ــ

يا آل أبي بكر" أي أن بركاتكم كثيرة، وهذه إحداها " قالت فبعثنا البعير الذي كنت عليه فأصبنا العقد تحته " أي فأقمنا البعير الذي كنت راكبة عليه، فوجدنا العقد الضائع تحته. الحديث: أخرجه الشيخان والنسائي. والمطابقة: في قولها: " نزلت آية التيمم ".

ويستفاد منه: بيان مشروعية التيمم، وسبب مشروعيته، وأنه بدل عن الوضوء والغسل لقوله تعالى في الآية المشار إليها (أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ) أي جامعتموهن (فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا) فإن قوله: (أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ) يدل على أنه يقوم مقام الوضوء، وقوله: (أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ) يدل على أنه يقوم مقام الغسل.

١٩٣ - معنى الحديث: يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي " أي خصني الله تعالى من بين النبيين والمرسلين وسائر البشر أجمعين بخصائص كثيرة، ومزايا عديدة - ذكر السيوطي أنها تزيد على المائتين، لكن أبرزها وأهمها وأعظمها وأشملها له ولأمته هذه الخصائص الخمسة: أولها: هذه الخصلة، بل هذه المعجزة العظيمة المذكورة في قوله - صلى الله عليه وسلم -: " نصرت بالرعب " أي نصرني الله تعالى بإلقاء الخوف في نفوس الأعداء " مسيرة شهر " أي إلى مسافة شهر، وهي أقصى مسافة في عصره بينه وبين أعدائه. ثانيها: هذه الرخصة الاستثنائية التي انفرد بها محمد - صلى الله عليه وسلم - وأمته، دون سائر الأنبياء والأمم الأخرى، وهي التي ذكرها في قوله: " وجعلت لي الأرض مسجداً " أي جعل الله لي ولأمتي هذه الأرض كلها مكاناً صالحاً للعبادة والصلاة فيها بعد أن كان الْمَعْبَدُ في اليهودية والمسيحية شرطاً في صحة

<<  <  ج: ص:  >  >>