للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالتَّكْبِيرِ حتى اسْتَيْقَظَ بِصَوْتِهِ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ شَكَوْا إِلَيْهِ الَّذِي أصَابَهُمْ، قالَ: لا ضَيْرَ -أوْ لا يَضِيرُ- ارْتَحِلُوا، فارْتَحَلَوا، فَسَارَ غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ نَزَلَ فَدَعَا بِالْوَضُوءِ فَتَوَضَّأ، ونُودِيَ بالصَّلَاةِ فَصَلَّى بِالنَّاس، فلما انْفَتَلَ مِنْ صَلَاِتهِ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مُعْتَزِلٍ لمْ يُصَلِّ مَعَ الْقَوْمِ، قال: مَا مَنَعَكَ يا فُلَانُ أن تُصَلِّىَ معَ الْقَوْمِ؟ قَالَ: أصَابَتْنِي جَنَابَةٌ ولا مَاء، قَالَ: عَلَيْكَ بالصَّعِيدِ فإنَّهُ يَكْفِيكَ، ثمَّ سَارَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فاشْتكَى

ــ

الناس" من النوم عن صلاة الصبحٍ حتى طلعت الشمس " وكان رجلاً جليداً " أي وكان عمر رجلاً قوياً صلباً حازماً " فما زال يكبر " أي فكبر وتابع التكبير، وما زال يتابع التكبير " حتى استيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصوته " على صوت عمر رضي الله عنه وعرف ما حدث لهم " قال لا ضَيْر " أي فطمأنهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال لهم: لا ضير ولا حرج، ولا إثم عليكم في تأخيركم لصلاة الصبح عن وقتها بسبب النوم الذي غلب عليكم، لأن النوم عذر شرعي " ارتحلوا، فارتحلوا، فسار غير بعيد ثم نزل، فدعا بالوضوء " أي فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فانتقلوا من ذلك المكان، ثم طلب ماء يتوضأ به " فلما انفتل من صلاته " أي فلما انتهي النبي - صلى الله عليه وسلم - من صلاته نظر، وتفقد الصحابة، فلما تفقدهم " إذا هو برجل معتزل لم يصل مع القوم " فلفت ذلك انتباه النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه، ودفعه إلى التساؤل عن حاله، وسبب اعتزاله لذلك " قال " للرجل " ما منعك أن تصلي مع القوم؟ قال: أصابتني جنابة ولا ماء، قال: عليك بالصعيد " أي إذا كنت لم تجد الماء، فإن هذا لا يمنعك من الصلاة، بل تيَمَّم بالصعيد الطاهر وصلِّ، " فإنه يكفيك " أي فإن التيمُّمَ بالصعيد الطاهر يكفيك عن الغسل بالماء عند عدم وجوده، لأنَّ الله قد شرع لعباده التيمم بدلاً عن الغسل عند عدم الماء أو عدم القدرة عليه. والصعيد

<<  <  ج: ص:  >  >>