للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي تسعة. الأول: (مسجد ذي الحليفة): المعروف بآبار علي على بعد ستة أميال من المدينة، ويقال له: مسجد الشجرة، ومسجد المحرم، وقد صلّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع تحت شجرة كانت موجودة في مكان المسجد على عهده - صلى الله عليه وسلم - ولذلك سمّي مسجد الشجرة، وعن أنس رضي الله عنه قال: صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة الظهر أربعاً والعصر بذي الحليفة ركعتين. الثاني: (مسجد المعرس): وقد كان - صلى الله عليه وسلم - ينزل فيه إذا عاد إلى المدينة آخر الليل، ولذلك سمي " المعرَّس " من التعريس، وهو النزول في آخر الليل. ولم يبق منه سوى بعض آثار، عَثر عليها المؤرخ الاستاذ إبراهيم العياشي أثناء بحثه في تلك الناحية عام ١٣٧٦ هـ حيث قال: "وجدت الأساسات بأحجار ضخمة في قسميه الداخلي والخارجي ويقع في جنوب مسجد المَحْرَم بنحو مائة وخمسين متراً. الثالث: (مسجد شرف الروحاء): أي أَعلاها، ويقع كما أفاده العيني (١) على أرض مرتفعة عالية في آخر قرية السبالة على بعد ليلتين من المدينة. الرابع: (مسجد عرق الظبية): وهو على بعد ميلين من الروحاء (٢) عند جبل صغير يقع في آخرها (٣) يدعى عرق الظبية. ولهذا المسجد أهمية تاريخية عظيمة، ففيه استشار النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه أثناء ذهابه إلى غزوة بدر وأتى عليه في غزوة الأبواء، وذكر أنّه مصلى الأنبياء، كما روى ابن زبالة عن عمرو بن عوف قال: أول غزوة غزاها النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا معه غزوة الأبواء حتى إذا كان بالروحاء عند عِرق الظُبية قال: " هذا جبل من جبال الجنة، اللهم بارك لنا فيه وبارك لأهله فيه، لقد صلى في هذا المسجد قبلي سبعون نبياً، ولقد مر بها يعني وادي الروحاء موسى ابن عمران في سبعين ألفاً من بني إسرائيل على ناقة له ورقاء، ولا تقوم الساعة


(١) شرح العيني على البخاري ج ٤.
(٢) وفاء الوفاء للسمهودي.
(٣) أي في آخر الروحاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>