" ثم كان أول (١) ما سألني عنه أن قال: كيف نسبه فيكم؟ " أي فكان أوّل سؤال وجهه إلىَّ قولَهُ كيف نسبه فيكم؟ وهل هو ذو نسب شريف أم وضيع "قلت: هو فينا ذو نسب" والتنكير للتعظيم، أي هو ذو نسب رفيع، وأصل عريق في قومه لأنّه من بني هاشم ذروة قريش، وأكرمها نسباً وحسباً، وحسباً في ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - " إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريش، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم " أخرجه الترمذي فهو من تلك الأسرة الهاشمية التي عرفت منذ الجاهلية بكريم الخصال، ومن ذلك النسب الطاهر الشريف، الذي صانه الله تعالى من سفاح الجاهلية، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "إني خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح ".
" قال " هرقل: " فهل قال هذا القول أحد قبله قط "؟ أي فهل ادعى أحد من العرب " النبوة " قبل ظهوره " قلت: لا " أي لم يحدث أن ادعى أحد النبوة قبله.
" قال " هرقل: " هل كان أحد من آبائه من ملك "؟ أي هل تولّى
(١) يجوز في "أول" الرفع على أنه اسم كان "وإن قال" في تأويل مصدر خبر كان، ويجوز فيه العكس. اهـ.