خَلْقِكَ، فَيَضْحَكُ اللهُ مِنْهُ، ثم يَأذَنُ لَهُ في دُخُولِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: تَمَنَّ، فَيَتَمَنَّى، حتى إذَا انْقَطَعَتْ أمْنِيَتُهُ، قَالَ اللهُ: زِدْ مِنْ كَذَا وَكَذَا، أقبَلَ يُذَكِّرُهُ رَُّبهُ حتى إذَا انتهَتْ بِهِ الأمَانِي، قَالَ اللهُ تَعَالى: لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ " وَقَالَ أبو سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ لأبِي هُرَيْرةَ: إن رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَكَ ذَلِكَ وَعشْرَةُ أمْثَالِهِ، قَالَ أبو هُرَيْرَةَ: لَمْ أحْفَظْ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إلَّا قَوْلَهُ: لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ، قَالَ أبو سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ذَلِكَ لَكَ وَعَشرَةُ أمْثَالِهِ.
ــ
وفي هذه العبارة ترحُّمٌ وإشفاق على هذا الإنسان الضعيف الذي يكمن ضعفه في تسرعه إلى إعطاء العهود والمواثيق التي لا يطيق الالتزام بها، ويعجز عنها، فيضطره ذلك إلى الغدْر، ونقض العهود، " فيقول: يا رب لا تجعلني أشقى خلقك " أي لا تحرمني من جنتك مثل الكفار الذين هم أشقى عبادك، ولسان حاله يقول: كما قال الشاعر:
" فيقول له: تمّن حتى إذا انقطعت أمنيته " أي حتى إذا انتهت حاجاته، وسأل كل طلباته " قال الله في لك ذلك ومثله " أي لك ضعف ما طلبت " وقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه لأبي هريرة رضي الله عنهما: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله عز وجل لك ذلك وعشرة أمثاله " ومعناه أنهما اختلفا هل قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لك ذلك ومثله " وهو ما حفظه أبو هريرة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو قال: " لك ذلك وعشرة أمثاله " وهو ما سمعه أبو سعيد من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا شك في صحة الروايتين قال