" كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلّى صلاة أقبل علينا بوجهه " أي كان إذا صلّى صلاة مكتوبة، وفرغ منها، توجه إلينا، واستقبلنا بوجهه بعد سلامه.
الحديث: أخرجه الشيخان والترمذي والنسائي.
٣٨٥ - معنى الحديث: يقول زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه:
" صلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح بالحديبية " بضم الحاء، وفتح الدال، وسكون الياء الأولى، وكسر الباء، وفتح الياء الثانية المخففة عند البعض والمشددة عند أكثر المحدثين. وهي قرية قريبة من مكة سمّيت " الحديبية " باسم بئرٍ فيها. " على إثر سماء كانت من الليل " أي صلَّى صلاة الصبح في الحديبية بعد مطر نزلت في تلك الليلة. " فما انصرف "، أي: فلما سلّم من صلاته، "أقبل على الناس" بوجهه الشريف، " فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم عز وجل؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال " أي قال الله تعالى: " أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر " أي أصبح الناس بالنسبة إلي نزول الأمطار على قسمين: قسم مؤمن بالله تعالى لا يشرك به شيئاً، وقسم كافر بوحدانية الله تعالى. " فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته " فأسند إنزال الأمطار حقيقة إلى الله تعالى " فذلك مؤمن بي " أي مؤمن بوحدانيتي "وكافر
(١) زيد بن خالد: قال ابن الأثير: هو أبو طلحة، وقيل: أبو عبد الرحمن بن خالد الجهني، من جهينة بن زيد نزل الكوفة، روى عنه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة وعطاء بن يسار. مات بالكوفة سنة ثمانٍ وسبعين، ويقال: مات في آخر أيام معاوية، وهو ابن خمس وثمانين سنة، وقيل في وفاته غير ذلك.