للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَسَاجِدَنَا، وَلَيَقْعُدْ في بَيْيهِ، وأنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أتِيَ بِقِدْرٍ فِيهِ خَضِرَاتٌ مِنْ بُقُول، فَوَجَدَ لَهَا رِيحاً فَسَألَ فَأخبر خْبِرَ بِمَا فِيهَا مِنَ الْبُقُولِ، فَقَالَ: قَرِّبُوهَا"

إلى بَعْضِ أصْحَابِهِ، فَلَمَّا رَآهُ كَرِهَ أكْلَهَا قَالَ: كُلْ، فَإِنِّى أُنَاجِي مَنْ لَا تُنَاجِي".

ــ

"أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا أو فليعتزل مساجدنا "، أي فليبتعد عن مجالسنا، أو لا يدخل مساجدنا، شك من الراوي، ويحتمل أنه - صلى الله عليه وسلم - نهي عن هذا وذاك، " وأنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أتي بقدر فيه خضرات "، أي قدم إليه قدر من طعام في داخله " خضرات " (بفتح الخاء وكسر الضاد) " من بقول " (١)، أي بعض خضروات متنوعة مطبوخة، كالثوم، والكراث، والبصل، ونحوه " فوجد لها ريحاً " كريهةً، " فقال: قربوها إلى بعض أصحابه " أي فأمر بتقديمها إلى بعض أصحابه ليأكل منها، فكره أن يأكل مخافة أن تكون حراماً. " فلما رآه كره أكلها قال: كل " أي كل من هذه البقول فإنّها مباحةُ الأكل " فإني أناجي من لا تناجي " فإنما امتنعت عنها، وتركت أكلها لا لحرمتها، ولكن لأني أكلِّم الملائكة الذين لا تكلّمهم أنت، فلا تقس نفسك عليَّ. الحديث: أخرجه الشيخان وأبو داود والنسائي.

ويستفاد منه: أنه يكره دخول المسجد لكل من أكل من البقول الكريهة الرائحة كالثوم، والبصل، والكراث، ما دامت رائحتها موجودة في فمه.

أمّا مجرد أكلها فإنها طعام حلال مباح الأكل شرعاً، وإنما يكره أكلها لمن أراد دخول المسجد، أو مقابلة من يتأذّى برائحتها لقوله - صلى الله عليه وسلم -: " فإني أناجي من لا تناجي ". مطابقة الحديث للترجمة: في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا، أو فليعتزل مساجدنا، والله أعلم ".


(١) البقول في الأصل النباتات التي لا ساق لها كالثوم والكراث والبصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>