فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: فضل الصلاة في المسجد النبوي على الصلاة في غيره ألف مرة، ومضاعفة ثوابها وأجرها ألف ضعف. واختلفوا في المسجد الحرام: هل الصلاة فيه أفضل، أو الصلاة في المسجد النبوي أفضل، فقال مالك: الصلاة في مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - أفضل.
ولكن الجمهور يرون أن الصلاة في المسجد الحرام أفضل، لأن الصلاة فيه أفضل من مائة ألف صلاة في غيره وذلك لما رواه أحمد عن عبد الله بن الزبير أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:" صلاة في مسجدى هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في هذا " يعني المسجد النبوي وغيره من النصوص، فتكون الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة. وأما المسجد الأقصى، فقد سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة فيه، فقال:" صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات " أي في المسجد الأقصى ثانياً: أن فضل الصلاة في مسجده - صلى الله عليه وسلم - لا يختص بالبقعة التي كانت في زمنه، بل يدخل في ذلك كل بقعة أخرى تضاف إليه على مر العصور والأزمان، لأن الإشارة في قوله - صلى الله عليه وسلم -: " صلاة في مسجدى هذا " إشارة معنوية لا حسية، فيدخل فيه كل توسعة وزيادة تضاف إليه، كما يدل عليه قوله - صلى الله عليه وسلم -: " لو بلغ مسجدي إلى صنعاء فهو مسجدي " رواه الزبير بن بكار في " أخبار المدينة " عن أبي هريرة رضي الله عنَه. والمطابقة: في قوله: " خير من ألف صلاة فيما سواه ".