للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قُتِلَ يَوْمَ أحِدٍ فَلَمْ نَجِدْ مَا نُكَفِّنُهُ إلَّا بُرْدَةً إِذَا غَطَّيْنَا بِهَا رَأسَهُ خَرَجَتْ رِجْلاهُ، وِإذَا غَطَّيْنَا رِجْلَيْهِ خَرَجَ رَأسُهُ، فَأمَرنَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أنْ نُغَطِّي رَأسَهُ، وأنْ نَجْعَلَ عَلَى رِجْلَيهِ مِنَ الإِذْخِرِ".

ــ

نضجت ثمرة الدنيا بين يديه فنال منها. وهو كناية عن المسلمين الذين أدركوا الفتوحات، فأثروا من الغنائم، ونالوا حظاً من الحياة ونعيمها " فهو يهدبُها " بفتح الياء أي يقتطف زهرة هذه الدنيا وثمرتها اليانعة " قتل " مصعب رضي الله عنه " يوم أحد، فلم نجد ما نكفنه به إلا بردة " أي كساء غليظاً مخططاً قصيراً، " إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه وإذا غطينا رجليه خرج رأسه، فأمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن نغطي رأسه " مع جسمه وعورته " وأن نجعل على رجليه الِإذخر " وهو نبت حجازي معروف.

فقه الحديث: دل الحديث على ما يأتي: أولاً: أن الواجب في الكفن ثوب واحد يستر العورة، فإن قصر عن جسمه كله فيغطى به رأسه وعورته، وإن ضاق عنهما غطيت عورته، وجعل على الباقي الإذخر. ثانياً: ما كابده الصحابة رضي الله عنهم في هجرتهم من المشاق والمتاعب وشدة الفقر والحاجة، فهذا مصعب بن عمير رضي الله عنه الذي كان كما قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - " لا أرقَّ حلة ولا أنعم نعْمة من مصعب " فلما استشهد لم يترك سوى بُردة لم تتسع في كفنه لجسده كله. الحديث: أخرجه الخمسة. والمطابقة: في قوله: " فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يغطي بها رأسه ".

***

<<  <  ج: ص:  >  >>