يَدَيْ زَانِيةٍ، فأصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصدِّقَ اللَّيْلَةَ على زَانِيَةٍ! فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى زَانِيةٍ، لأتصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا في يَدَيْ غَنِيٍّ، فأصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ على غَنِي! فَقَال: اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ على سَارِق، وَعَلى زَانِيةٍ، وَعَلى غَنِي، فَأتِيَ، فَقِيلَ لَهُ: أما صَدَقَتُكَ
ــ
يريد أن يضعها في يد رجل صالح يستحقها، " فوضعها في يد سارق "، أي فأخطأ عن غير قصد، فوضعها في يد رجل سارق، وهو يظن أنّه رجل صالح وإنسان شريف، " فأصبحوا يتحدثون: تصدق على سارق! " أي يتكلمون في ذلك، ويتعجبون منه، لأن الصدقة كانت عندهم -فيما يبدو- لا تدفع إلاّ لأهل الخير والصلاح، كما أفاده العيني. " فقال: اللهم لك الحمد "، فحمد الله تعجباً مما وقع له حيث إنه أراد أن يتصدق على رجل صالح، فوقعت صدقته في يد فاسق وحمد الله لكونه لم يقدر عليه ما هو أسوأ من ذلك، لأنه ما من بلية إلاّ وهناك أعظم منها، " لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها " خطأً ودون قصد " في يد زانية " وهو يظنها امرأة شريفة، " فقال: اللهم لك الحمد على زانية "، فحمد الله أيضاً، وهو الذي لا يحمد على مكروه سواه، " لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته، فوضعها في يدي غني "، يعني فأعطى صدقته خطأً لرجل غني، والغني لا تحل له الصدقة، ولكنه لم يجزع، وإنما قال:" اللهم لك الحمد على سارق! وعلى زانية، وعلى غني؟ " أي فحمد الله على خطئه ثلاث مرات راضياً بما قدره الله عليه، وابتلاه به، " فأتي " بالبناء للمجهول، أي فعامله الله عز وجل بحسب قصده، وكافأه على حُسِنْ نيته، فرأى في منامه، أو هاتفاً يخاطبه، " فقيل له: أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته "، أي فبشره أن الله قد قبل منه صدقاته كلها، فأمّا الصدقة الأولى فلعله أن ينتفع