أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أرْدَفَ الْفَضْلَ، فَأخبَرَ الْفَضْلُ أنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَزَلْ يُلبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ.
ــ
حتى يرمي جمرة العقبة، وفي رواية الكشميهني " حين يرمي جمرة العقبة ".
٦٢٦ - معنى الحديث: يحدثنا ابن عباس رضي الله عنهما: " أن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أردف الفضل "، أي أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى الفجر في مزدلفة، وبقى بها حتى الإِسفار، ثم ركب راحلته متوجهاً إلى منى، وأردف الفضل بن العباس، أي أركبه خلفه بين مزدلفة ومنى، " فأخبر الفضل " أي: فحدثه الفضل عن تلبية الرسول - صلى الله عليه وسلم - حديث شاهد عيان، وأخبره عما أبصره بعينه، وسمعه بأذنه، فذكر " أنه لم يزل " النبي - صلى الله عليه وسلم - " يلبي حتى رمى جمرة العقبة "، أي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استمر في التلبية ليلة عيد النحر وصبيحة يوم النحر إلى أن رمى جمرة العقبة، فلم يقطع التلبية حتى رمى جمرة العقبة. الحديث: أخرجه الستة بألفاظ مختلفة.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على أنّه يطلب من الحاج أن يستمر ملبياً حتى يرمي جمرة العقبة يوم النحر، ثم يقطع التلبية، قال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وغيرهم أن الحاج لا يقطع التلبية حتى يرمي الجمرة، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق. والجمهور، أن الحاج مفرداً أو متمتعاً أو قارناً يقطع التلبية مع أول حصاة يَرْميها من جمرة العقبة لقول ابن مسعود رضي الله عنه:" رمقت النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة بأول حصاة " أخرجه البيهقي وفيه شريك وعامر بن شقيق، وقد وثقهما بعض المحدثين وضعفهما البعض الآخر، لكن جاء في رواية أخرى عن الفضل بن العباس " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يزل يلبي حتى بلغ الجمرة " أخرجه الشيخان من حديث طويل. وقال مالك وسعيد بن