جمع قلة وهي جرار يكون فيها النبيذ. قال الشاعر:
وقد كأن يسقى من قلال وحنتم
ولما دخل على الوليد ليقتل قال لهم: ما تنكرون مني؟ الم افعل؟ وجعل يعدد إحسانه إليهم. قالوا: ننكر منك شرب الخمر ونكاح أمهات أولاد أبيك. فقال: قد جعل الله فيما احل سعة عما تذكرون. وقال:
دعوا لي سلمى والنبيذ وقينة ... وكأساً ألا حسبي بذلك مالا
خذوا ملككم لا ثبت الله ملككم ... ثباتاً يساوي ما حييت عقالا
إذا ما صفا عيشي برملة عالج ... وعانقت سلمى لا اريد بدالا
فما تراه حين اعتذر فرق بين الخمر والنبيذ وقال: قد جعل الله لي فيما احل من النبيذ سعة عن شرب الخمر وفيما احل من النساء سعة عن نكاح الأمهات. وكان أبو الهندي الشاعر مغرماً بالخمر فعاتبته ابنته على ذلك ووعظته فاعلمها أنه غير صابر وأنه إن تركه اعتل فقالت له: اشرب نبيذ التمر فشربه ثم عاد إلى الخمر وقال:
أأشرب تمراً ينفخ البطن منتناً ... واتركها صهباء طيبة النشر
وقالٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍ بعض الإشراف وكان ركبه الدين وخفت حاله
أن يك يا جناح علي دين ... فعمران بن موسى يستدين
تلم بنا الخصاصة ثم تعفي ... على اقتارنا حسب ودين
فما يعدمك لا يعدمك منا ... نبيذ التمر واللحم السمين
أما تراه وصف نفسه بالحسب والدين ثم قرن ذلك بشرب الخمر. وأراد عمران بن موسى بن طلحة بن عبيد الله وقال يحيى بن نوفل اليماني
ويغتبقأن الشراب الذي ... يحل به الخلد للجالد
شراب يوأفق فهر اليهود ... ويكره للمسلم العابد
يريد إنهما يغتبقأن الخمر الذي يوجب شربه الحد ثم تنبه فقال يوأفق فهر اليهود ويكره للمسلم العابد فهذا يدل على أن غيره لا يكره له ولا يوجب الحد. وفهر اليهود هو موضع مدارسهم الذي يجتمعون فيه ومنه حديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه رأى قوماً يصلون قد سدلوا ثيابهم فقال: كانهم اليهود خرجوا من فهرهم.