جاء في ذيل الدول وسنة ٧٥٣ قبض السلطان على الوزير علم الدين بن زنبور وصودر بعد الضرب والعذاب فكان المأخوذ منه من النقد ما يزيد على الفي ألف دينار ومن أواني الذهب والفضة نحو ستين قنطاراً ومن اللؤلؤ نحو أربعين ومن الحياصات الذهب ستة آلاف ومن القماش المفصل نحو ألفين وستمائة قطعة وخمسة وعشرين معصرة سكر ومائتي بستان وألف وأربعمائة ساقية ومن الخيل والبغال ألف ومن الجواري سبعمائة ومن العبيد مائة ومن الطواشية سبعون إلى غير ذلك. وكان دخل القاسم بن عبيد الله وزير المعتضد العباسي من املاكه في السنة سبعمائة ألف دينار (ومات سنة ٣٠١ أمير جند يسابور علي بن احمد الراسبي وخلف تركة عظيمة منها ألف ألف دينار وألف فرس). وخلف احمد ابن يونس الحراني من أطباء الأندلس ما قيمته أزيد من مائة ألف دينار نال أكثرها من الطب. وكان أبو عبد الله بن الكتاني من أطباء الأندلس وفلاسفتها ذا ثروة وغنى واسع وفي عيون التاريخ أن عبد الله بن محمد الأسدي المعروف بابن الاكفإني قاضي قضاة بغداد المتوفي سنة ٤٠٥ أنفق على ماقيل مائة ألف دينار على طلب العلم. وخلف خاسر الشاعر أيام الرشيد ستة وثلاثين ألف دينار وليس هذا بعجيب على من نظم بيتين مدح محمد بن زبيدة لما بايعه الرشيد فخشت فاه دراً باعه بعشرين ألف دينار.
وذكر أن السلطان سنجر بن ملكشاه المتوفي سنة ٥٥٢ صاحب خراسان وغزنة وما وراء النهر الذي خطب له بالعراقين واذربيجان واران وارمينية والشام والموصل وديار بكر وربيعة وضربت السكة باسمه في الخافقين - اصطبح خمسة أيام متوالية ذهب في الجود بها كل مذهب فبلغ ما وهبه من العين ستمائة ألف دينار غير ما أنعم به من الخيل والخلع والأثاث وغير ذلك وقال خازنه اجتمع في خزائنه من الأموال ما لم اسمع أنه اجتمع في خزائن احد من الملوك إلا كاسرة وقلت له يوماً حصل في خزائنك ألف ثوب ديباج أطلس وأحب انب يصرها فسكت وظننت أنه رضي بذلك فأبرزت جميعها وقلت أما تنظر إلى مالك أما تحمد الله تعالى على ما أعطاك وانعم عليك فحمد الله تعالى ثم قال يقبح بمثلي أن يقال ما ل إلى المال وأمر الأمراء بالأذن في الدخول عليه ففرق عليهم الثياب الأطلس وانصرفوا واجتمع عنده من الجوهر ألف وثلاثون رطلاً ولم يسمع عند احد من الملوك بمثل هذا ولا بما يقاربه قاله ابن خلكان.