طولون وكان وكيله في ابتياع الجوهر وغيره مما يحتاجون إليه وما كان يفارق الدهليز لاختصاصه به فخرجت إليه قهرمانة لهم في بعض الأيام ومعها عقد جوهر فيه مائة حبة لم ير قبله ولا بعده افخر ولا أحسن منه كل حبة منه تساوي مئة ألف دينار عنده وقالت: يحتاج أن يخرط حتى تصغر فتجعل في إذأن اللعب وفي قلائده قال: فكدت اطير وأخذتها وقد قلتٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍ السمع والطاعة وخرجت في الحال مسروراً وجمعت مائة حبة أشكإلا في النوع الذي طلبته واردته وجئت عشياً وقلت إن خرط هذا يحتاج إلى انتظار زمان وقد خرطت اليوم ما قدرنا عليه وهو هذا ودفعت إليها المجتمع وقلت الباقي يخرط في أيام فقنعت بذلك واعجبيها الحب فخرجت وما زلت أياماً في طلب الباقي حتى اجتمع ف حملته إليها وقامت علي المائة حبة بدون المائة الف درهم وأخذت منهم جوهراً بمائتي الف الف دينار ثم لزمت دهليزهم وأخذت لي غرفة كانت فيه فجعلتها مسكني وكان يلحقني من هذا كثر مما يحصى حتى كثرت النعمة وانتهيت إلى ما استفاض خبره.
هكذا اغتنى ابن الجصاص المتوفي بعد العشرين والثلثمائة تقريباً وله أخبار ونوادر لا تصدر الا عن النوكي كان يتظاهر بها ليرى الوزراء منه هذا التغفل فيأمنوه على انفسهم إذا خلا بالخلفاء.
ومما يدل على مقدار الثروة الإسلامية النظر في مصادرات الملوك لأمرائهم وقوادهم فقد صادر المنصور سنة ثمان وخمسين ومائة خالد بن برمك (وأخذ منه ثلاثة آلاف الف ثم رضي عنه).
(وفي سنة ٢١٩ غضب المعتصم على وزيره الفضل بن مروان وأخذ بي أبي دؤاد القاضي وصادره وأخذ منه ستة عشر الف الف درهم) وفي سنة تسع عزل القاضي القضاة يحيى بن اكثم وأخذ منه مائة ألف دينار. وكان الوزير ابن الفرات ذا جبروت وفتك وزر مرات للعباسين ثم صودر وقتل قيل كان دخله من ملكه في السنة الفي ألف دينار وكان له من الخيل والمماليك والتجمل مالا يكون مثله لسلطان. ولما جرت المحنة على الوزير أبي علي بن مقلة صاحب الخط المشهور في زمن الراضي بالله في سنة ٣٢٤ أخذ خطة بالف ألف دينار (ومات ايتاخ التركي الأمير مقدم جيوش الواثق سنة أربع وثلاثين ومائتين خافه المتوكل فقبض عليه وأميت عطشاً وأخذوا له الف ألف دينار.