وعزيزه. دبت الأيام ودرجت الليالي وديموستين خطيب في امته. وقد سئل ثالثة فقال العمل. ومعنى العمل طريقة الالقاء فإنها كانت تهم اليونان أكثر من الخطبة.
الحكماء - كان منذ قرون عند يونان آسيا خاصة أناس يراقبون المادة ويفكرون في أمرها لقبوا بالحكماء والعلماء في آن واحد وقد عنوا بالطبيعات والفلك والتاريخ الطبيعي اذ لم يكن العلم قد انفصل بعد عن الفلسفة وهكذا كان حال المشاهير الحكماء السبعة ببلاد يونأن في القرن السابع.
السفسطائيون - جاء ناس على قرب عصر بيركليس إلى أثينة فاتخذوا تعليم الحكمة صناعة واجتمع لهم كثير من التلاميذ انشؤا يتقاضونهم أجور الدروس التي يلقونها. وجعلوا ديدهم الإنكار على الدين والعادات وأصول ادارة المدن اليونانية يوهمون انها غير مبنية على العقل. ويأخذون من ذلك أن المرء لا يعرف شيئاً صحيحاً (مما كان قريباً من الصواب في عهدهم) وليس في طاقته أن يعرف أمراً صدقاً كان او زوراً قال أحدهم: لا وجود لا مر ومتى وجد صعبت معرفته. ويدعى هؤلاء العلماء المعلمون للتشكيك بالسفسطائيين. وقد خص بعضهم بملكة الخطابة.
سقراط والفلاسفة - حاول سقراط احد شيوخ أثينة أن ينكر على السفسطائين ويوقفهم عند حدهم على فقر حاله وبشاعة منظره ولكنه لسانه ولم تكن له دروس يلقيها كأولئك السفسطائين بل يكتفي بالرواح إلى المدينة يخاطب من يصادفهم من جماعتهم بكثرة ويحملهم بكثرة الأسئلة على أن يفكروا فيما ينكر فيه نفسه. وكان بحثه مع الفتيان خاصة يعلمهم وينصح لهم. ولم يكن يظهر سقراط أنه شدا سيئاً من العلم بل كان يقول إن غاية علمي أنني ادري بأنني لا ادري. وود لو دعي فيلسوفاً أي محباً للحكمة لا حكيماً كسائر بلك الزمر. ولم يتدبر شيئاً من طبيعة الكون أو مسألة من مسائل العالم بل كان همه دراسة أحوال الإنسان. وكانت حكمته في قوله: أعرف نفسك. فكان من ثم مبشراً بالفضيلة. وإذ أنه كثيراً ما كان يخوض في الموضوعات الأخلاقية والدينية عده الأثينيون سفسطائياً. في سنة ٣٩٩ مثل أمام المحكمة متهماًً بأنه يتجافى عن عبادة أرباب المدينة وانه يحاول إدخال أرباب جديدة إليها ويفسد على الشبان عقائدهم فلم يحاول أن يدافع عن نفسه بل حكم عليه بالموت وكانت سنة إذ ذاك سبعين سنة فإنتصر له كسينوفون احد تلاميذه وألف أفلاطون