من الفلاسفة محاورات أقام فيها سقراط زعيم المتحاورين فاعتبر من ذاك العهد أبا للفلسفة أما أفلاطون فقد كان صاحب مذهب معروف (٤٢٩ - ٣٤٨) ولخص أرسطو تلميذ أفلاطون (٣٨٤ - ٣٢٢) علوم عصره كافة في كتبه وقد انقسم الفلاسفة الذين أتوا بعد المعلمين أرسطو وأفلاطون قسمين دعيت شيعة أفلاطون بالرواقيين وشيعة أرسطو بالمشائين (لان أرسطو كان يعلم وهو يروح ويغدو).
الموسيقيون - كان من العادات القديمة أن يرقص القوم في الحفلات الدينية فيمن جمهور من الفتيان حول مذبح المعبود ثم يرجعون واقفين كالإشراف وقفة ذات معان وإشارات. إذ كان القدماء يرقصون بأجسادهم كلها ويختلف رقصهم كثيراً عن رقصنا وهو ضرب من التطواف الحماسي أو أشبه برواية ذات إيماء وكان هذا الرقص الديني أبداً مشفوعاً بأغان تعظيماً للأرباب ويسمى جمهور الراقصين والمغنين جماعة الموسيقيين. للمدن كلها جماعة من الموسيقيين ومنهم أبناء أشرف العيال يعدون كذلك بعد أن يستعدوا زمناً. ومن فرط العناية أن يكون خدمة الرب جديرين بخدمته.
الروايات الفاجعات والهزليات - كان يحتفل الفتيان في الأرياف المجاورة لأثينة كل عام بإقامة المراقص الدينية إكراماً للرب ديونيزوس اله الكرمة وكان بعض هذا الرقص متثأقلاً يمثل أعمال العبود فيضرب رئيس جماعة الموسيقيين على وتر أغنية ديونيزوس ويصور جوقة رفاقه وهم أناس لهم أرجل تيوس يسكنون الغابات ثم يأخذون في تمثيل عيش أرباب أخر وأبطال قدماء. ثم خطر لأحدهم أن ينصب مصطبة يجيء ممثل يلعب عليها عندما ينقطع جوق الموسيقى عن الضرب بأنغامه. وهكذا تم المشهد ونقل إلى المدينة بالقرب من شجر الحور الفارسي أو مجتمع السوقة فنشأت من ذلك الروايات الفاجعات.
أما الرقص الآخر فكان مضحكاً فينكر الراقصون وجوههم ويتغنون بمدائح الرب ديونيزوس وقد شابوها باضاحيك يسلون بها الحضور أو بتصورات هزلية في حوادث حدثت ذاك اليوم. وقد صنع في الجوق الهزلي ما صنع في الجوق المفجع من إدخال ممثلين ومحاورات ونقل المشهد إلى أثينة وهكذا نشأت الروايات الهزلية من اجل هذا واحتفظت الفاجعات والهزليات ببعض أصلها وظلت تمثل أمام هيكل الرب وإن تكن فاجعة ولئن غدا الممثلون وهم جلوس على المصطبة أصحاب موقع في المشهد فقد ظل جوق