والبيان والشعر ولما في تاريخ الإسلام شأن يساوي شأن أشهر العلماء. وماذا كان يصيبها يا ترى لو انها نشأت بين اخوأن القديس سرل والجواب يظهر مما أصاب هيباتيا وكان من الممكن أن لا يمزقها أولئك المتحمسون ولكن من المحقق انها كانت تحرق كالساحرات وكانت ذات الهمة (المحرقة في اللغات الأوروبية الحأزمة) قلب الأسد وصاحبة كثير من الوقائع تحارب مع أشهر الفرسان جنباً لجنب.
وقد اعترف كل من لم يتعصب من الكتاب بإصلاح المرأة الذي أتى به النبي. على أن المتعصبين لا يزال ديدنهم القول بأن الإسلام حط من مقام المرأة - تهمة إلا اكذب منها - وان تسعة عشر قرناً من قرون النشوء والترقي عملت مع ما أورثته مدنية سابقة وأحوال مناسبة على جعل المرأة في أكثر البلاد النصرانية أعلى درجة من الرجل بالنظر الاجتماعي أي ولدت آداباً تعترف على الأقل بحق المرأة بالأفضلية الاجتماعية. ولكن ماهو حقها الشرعي ياترى حتى في أعظم البلاد النصرانية. وإن المرأة المتزوجة كانت في البلاد الإنكليزية حتى في عصر متأخر جداً لا يعترف لها وحدها بحق من الحقوق دون زوجها. والآن إذا لم تبلغ المرأة المسلمة في مئة سنة آتية مقام أتى في عصر لم تعترف فيه امة من الأمم اودين منالأديان او جمعية من الجمعيات بحق المرأة سواء كانت بكراً او متزوجة وعاش في بلاد تعد ولادة الابنة مصيبة ومع ذلك خول النساء حقوقاً لا تخولهن اياها الحكومات المتمدنة اليوم إلا كرهاً - أن معلماً كبيراً مثل هذا حري بثناء الخلق واعترافهم له بالجميل ولو لم يفعل غير هذا لصدق في دعواه أنه ارسل رحمة للعالمين. وإن حقوق المرأة المسلمة كما هي مدونة في كتب الفقهاء لا تقل عن حقوق المرأة الأوروبية اليوم واننا لا نتعرض هنا لغير الضمانات التي تضمن حقوقها في الشريعة الإسلامية وهي أن المرأة مادامت غير متزوجة تبقى في بيت أبيها ومادامت دون سن البلوغ فابوها يسوسها ومتى بلغت أشدها فإن الشريعة تمنحها بيدها ما يخصها من الحقوق من غير أن يشركها شريك في ذلك. ولها حصة معلومة في ميراث ابويها كاخواتها وإذا اختلفت النسبة فذلك لاختلاف المقام. ولا يمكن إجبار البالغة على زواج واحد حتى السلطان في حال من الأحوال ولا تخسر المتزوجة حقوقها الخاصة وللزوجة على الزوج صداق مقدم فإذا لم يدفعه تحكم الشريعه لها بصداق يناسب درجتها. والزواج الإسلامي عمل مدني لا يحتاج