الدعاء لك في حراسة مهجتك ودوام نعمتك واستبصار الملك الأعلى عميد الورى مستكفيك في حسن رأيه فيك اعاذك من عين الكمال ووقاك طوارق الأيام والليال وحفظ على زماننا مافيك من كرم الخلال وانهضك بما التزمته من احناث من اقسم في عصرنا أن الجود عدم لا ينال بمنة. وقد طوينا في هذه الرسالة بعض ألفاظ لسقم النسخة المنقول عنها.
شعر ابن زيدون
في دار الكتب الخديوية بالقاهرة نسخة خطية من ديوان بحتري المغرب ابن زيدون وقع في ١٠٧ ورقات صغيرة تغلب عليه الصحة في الغالب ولم يذكر فيه تايخ ليعرف به الزمن الذي كتبت فيه وقد كتب في آخره مانصه: تم شعر ذي الوزارتين أبي الوليد احمد ابن زيدون وشعر الملكين والحمد لله وحده.
وإن خير ما يقرظ به ديوان صاحب قصيدة (أضحى التناحي بديلاً من تجافينا) التي بعث بها إلى ولادة بنت المستكفي بالله أن يكتفي بنقل شذرات منه تدل على مبلغ ذاك الشعر من العراقة في الحضارة والرقة.
وقد اتصل بنا أن أديباً من دمشق قد مثل هذا الديوان البديع للطبع او كاد ولا شك أن أصحاب القريض سيسرون بنشره بينهم.
قال ابن زيدون يمدح أبا الوليد بن جهور احد ملوك الطوائف وهي أول ديوانه
هذا الصباح على سراك رقيبا ... فصلي بفرعك ليلك الغربيبا
ولديك امثال النجوم قلائد ... الفت سماءك لبة وتريبا
لينب عن الجوزاء قرطك كلما ... جنحت تحت جناحها تغريبا
وإذا الوشاح تعرضت اثناؤه ... طلعت ثريا لم تكن ليغيبا
ولطالما ايديت اذ حييتنا ... كفاً هي الكف الخضيب خضيباً
اطنينة دعوى البراءة شأنها ... أنت العدو فلم دعيت حبيبا
ما بال خدك لا يزال مضرجاً ... بدم ولحظك لا يزال مريبا
لو شئت ما عذبت مهجةعاشق ... مستعذب في حبك التعذيبا
ولزرته بل عدته أن الهوى ... مرض يكون له الوصال طبيبا
ما الهجر الا البين لولا أنه ... لم يشح فاه به الغراب نعيبا