وقابلنا فيه نسيم البنفسج ... ولاح لنا ورد يخد مضرج
تراه أمام النور وهو أمام
واكرم بأيام العفاف السوالف ... ولهو أثرناه بتلك المعاطف
بسود اثيث الشعر بيض السواف ... إذا رفلوا في وشي تلك المطارف
فليس على خلع العذار ملام
وكم مشهد عند العقيق وجره ... قعدنا على حمر النبات وصفره
وظبي يساقينا سلافة خمره=حكى جسدي في السقم رقة خصره
لواحظه عند الدنو سهام
فقل لزمان قد تولى نعيمه ... ورثت على مر الليالي رسومه
وكم رق فيه بالعشي نسيمه ... ولاحت لساري الليل فيه نجومه
عليك من الصب المشوق سلام
وله وقد قال فيها صاحب الذخيرة أنه كتب بها من بطليوس أيام تكدره عليها وهي من غرر نظامة ودرر كلامه
يادمع صب ماشئت أن تصوبا ... ويافؤادي إن ان تذوبا
أن الرزايا أصبحت ضروبا ... لم ار لي في أهلها ضريبا
قد ملأ الشوق الحشا ندوبا ... في الغرب اذ رحت به غريبا
عليل دهر سامني تعذيبا ... ادنى الضنا اذ ابعد الطبيبا
ليت القبول احدثت هبوبا ... ريح يروح عهدها قريبا
بالأفق المهدي الينا طيبا ... تعطرت منه الصبا جنونا
يبرد حر الكبد المشبوبا ... يامتبعاً إساءة التأويبا
مشرقاً قد سئم التغريبا ... اما سمعت المثل المضروبا
ارسل حكيماً واستشر لبيبا
إذا اتيت الوطن الحبيبا ... والجانب المستوضح العجيبا
والحاضر المنفشج الرحيبا ... فحي منه ما رأى الجنوبا
مصانع بجاذب القلوبا ... حيث الفت الرشأ الربيبا