فررت فإن قالوا الفرار ارابه ... فقد فرّ موسى حين همّ به القبط
وقال وهو السحر الحلال
ساحب اعدائي لانك منهم ... يامن يصح بمقلتيه ويسقم
أصبحت تسخطني وأمنحك الرضى ... محضاً ونظلمني فلا اتظلم
يامن تألف ليله ونهاره ... فالحسن بينهما مضيء مظلم
قد كان في شكوى الصبابة راحة ... لو انني اشك وإلى من يرحم
سقى الغيث اطلال الاحبة بالحمى ... وحاك عليها ثوب وشي منمنا
واطلع فيها للازاهير انجما ... فكم رفلت فيها الخرائد كالدما
اذ العيش غض والزمان غلام
أهيم بجبار يعز وأخضع ... إذا المسك من اردانه يتضوع
إذا جئت أشكوه الهوى ليس يسمع ... فما أنا في شيء من الوصل أطمع
ولا أن يزور المقلتين منام
قضيب من الريحان أثمر بالبدر ... لواحظ عينيه ملين من السحر
وديباج خديه حكى رونق الخمر ... وألفاظه في النطق كاللؤلؤ النثر
وريقته في الارتشاف مدام
سقى جنبات القصر صوب الغمائم ... وغنى على الاغصان ورق الحمائم
بقرطبة الغراء دار الأكارم ... بلاد بها عق الشباب تمائمي
وانجبني قوم هناك كرام
فكم لي فيها من مساء واصباح ... بكل غزال مشرف الوجه وضاح
يقدم أفواه الكؤوس بتفاح ... إذا طلعت في راحة انجم الراح
فإنا لإعظام المدام قيام
ويوم لدى النبي في شاطئ النهر ... تدار علينا الراح في فتية زهر
وليس لنا فرش سوى يانع الزهر ... يدور بها عذب اللما اهيف الخصر
بفيه من الثغر الشيب نظام
ويوم بحوحي الرصافة مبهج ... مررنا بروض الاقحوأن المديح