للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فإن العلماء اجهدوا قرائحهم لاثبات وجوده عيناً وفعلاً فيما يحيط بنا ويجاونا.

ففي سنة ١٨٢٨ ابتدأ اهرنبرغ بفحص الماء والغبار فوجد فيها من الخلايا ما سماه بالانفزوار ومعناه خلايا مائية وسمأهم بعضهم بالنقاعيات. واظهر من بعده بوسنه وتندال وباستور بأن الهواء والماء والتراب وجميع ما يحيط بنا لا يخلو أبداً من الميكروب الذي يكون هباءً في الريح وسابحاً في الماء وملتصقاً بالأواني وجميع ما يستعمل فينتشر بواسطتها ويتساقط حيث اتفق له.

فالواقع منها على مايليق به ويصلح لمعاشه وساعدته الأحوال والشروط التي لا بد منها للحياة لم يلب أن تنتعش فيه الحياة فينمو ويتكأثر محولاً تلك المواد إلى حال أخرى يقال لنوع منها اختمار وللآخر ختر فتعفن. . . . فالحوأصل الآلية تكون أصلياً لا ميكروب فيها وهذا أنما ينتقل إليها بواسطة خارجية.

في أن الميكروب هو سبب الاختمار

لم يترك خصوم الحيويين وسيلة املوا منها بعض الصواب في آرائهم ولم يتشبثوا بها. فمن بعد أن افحمهم برهان وجود الخلايا وتكونها بالتناسل الطبيعي ووجوب وجودها الحصول الاختمار في أي مادة كانت على الاطلاق وكذلك وجودها وانتشارها على وجه البسيطة قام من ادعى بان من ذلك كله لا ينتج بأن الميكروب هو بنفسه السبب الوحيد الملازم للاختمار لأنه لم يتبين باي نوع وكيف وما هي القوة الكامنة فيه تؤثر بالمواد الجامدة فتبدلها من حال إلى أخرى.

صرح (شوان) باديء بدء بان زيادة ظواهر الاختمار وقلتها تلازم نمو الخميرة وازديادها وقلتها وذلك لأن الخلايا تأخذ من المواد الصالحة لها ما ينفعها في غذائها ونموها وما لم تنتفع به يتكون منه الاكحول.

وقال كثيرون بعد شوان بذلك المبدأ ودافعوا عنه جهدهم ولكنه لما لم يسند إلى تجارب وبينات تدركها الحواس لم يكن كافياً للاقناع وعندها قام ابن بجدتها بل عذيقها المرّجب وجذيلها المحكك واعني به باستور وأثبت سنة ١٨٥٧ أولا أن الاختمار يلازم جوهرياً حياة الخميرة ونموها وإن ظواهره كلها تتوقف على فعل الخلايا التي تنمو وتنشأ باتخاذها غذاء الأجزاء التي تتركب منها المواد الصالحة للاختمار. ومن اجل ذلك فباقتياتها بالمادة